ذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أن فرنسا ستقوم بصرف تعويضات بقيمة 60 مليون دولار للأمريكيين الذين تم نقلهم لمعسكرات الموت النازية بواسطة قطارات الشركة الوطنية للسكة الحديد الفرنسية (إس إن سي إف) إبان الحرب العالمية الثانية، وذلك بحسب بنود الاتفاق الذي أعلن عنه اليوم الجمعة مفاوضون من الطرفين. وذكرت السفيرة المتجولة لحقوق الإنسان والمرأة بوزارة الخارجية الفرنسية باترزينا ثيالي أن البلدين سيوقعان الإثنين المقبل اتفاقًا يقضي بإنشاء صندوق برأسمال 60 مليون دولار تسددهم فرنسا للسلطات الأمريكية لتعويض المرحلين الأمريكيين بواقع 100 ألف دولار لكل فرد. ومن جانبها تعهدت الولاياتالمتحدة بالدفاع عن الحصانة القضائية التي تتمتع بها الشركات الأجنبية على الأراضي الأمريكية، والمنصوص عليها في قانون طالب أحد أعضاء مجلس الشيوخ العام الماضي بتعديله لملاحقة الشركة الفرنسية للسكة الحديد أمام القضاء الأمريكي. وقد أوشكت تلك المسألة الحساسة على حرمان الشركة الفرنسية (إس إن سي إف) من إبرام تعاقدات في الولاياتالمتحدة، وكانت قد اعترفت في 2011 بأنها كانت "من أدوات آلة القتل النازية". كما يعكس هذا الاتفاق رغبة الحكومتين الأمريكية والفرنسية في إنهاء المحادثات التي بدأت بينهما في فبراير الماضي بشأن دفع تعويضات لعائلات ضحايا أمريكيين قتلوا في المحرقة النازية، وذلك للتصدي لأي مبادرات قد تحول دون إتمام الصفقات الفرنسية. جدير بالذكر أن نظام فيشي الفرنسي في الفترة ما بين 1942-1944 قام بمصادرة شركة السكة الحديد الفرنسية لنقل 76 ألف يهودي لمعسكرات إبادة باستخدام قطارات البضائع التابعة لها ولم ينج منهم سوى 3 آلاف فقط.