شرح مصدر أمني بوزارة الداخلية الملابسات الحقيقية وراء واقعة "ضبط رواية 1984" للروائي البريطاني جورج أورويل، حيث كان طالبا بجامعة القاهرة يحمل نسخة مترجمة إلى العربية من الرواية في بداية هذا الأسبوع، كما كان يحمل أشياء أخرى وقد تم استيقافه على سبيل الاشتباه في محيط الجامعة. وقد أكد أن صمت وزارة الداخلية، كان بسبب أن ردها ربما كان سيعمق من الأزمة ممها بدا من شرح لظروف الواقعة ولن تأمن الوزارة ردود فعل المثقفين والمؤسسات المسئولةعن الثقافة الرسمية أو الجماهيرية، خاصة أنه ليست لديها جاهزية في هذا الأمر الآن على الأقل، حيث إن حيازة كتاب أو رواية مهما كان محتواها، لا يمكن أن يكون مجرما ولا يوجد أي قانون في مصر يجرم حيازة الكتب. وأوضح المصدر القيادي بوزارة الداخلية، أن اللبس الذي حدث بعد نشر الواقعة، هو أن طريقة نشر بعض المواقع الإلكترونية، كانت توحي أنه تم تحرير محضر للطالب بتهمة حيازة الرواية، لكن الذي جعل محررالمحضر بالواقعة والإخطار يثبت نسخة الرواية من بين المضبوطات، هو أنه حين يتم تحرير محضر تجاه شخص ما، يتم إثبات كل المتعلقات المضبوطة معه، كانت مجرمة أو غير مجرمة، فعندما يتم إثبات وجود "هاتف محمول" مثلا أو نقود أو أي منقولات خاصة به، مع أي مشتبه به أو متهم، فلا يعنى ذلك اتهامه بحيازتها، حيث يتم تسليم هذه المتعلقات الخاصة التى يتم تحريزها على سبيل الأمانة وبعد استكمال الإجراءات وصرف المشتبه به أو إخلاء سبيل المتهم، يتم تسليمه لها حسب المحضر المحرر ويوقع على استلامها بمحضر جديد. وأشار إلى أن الطالب كان قد تم ضبط جهازي محمول بدون بطاريات معه وهو أمر يثير الريبة، لأن بطاريات المحمول يمكن استخدامها في تجهيز عبوات ناسفة، خاصة أنه في الوقت نفسه، لم يبرر الطالب خلو الهاتفين من بطاريتيهما، كما تم ضبط 3 فلاشات و2 قارئ إلكتروني "ريدر" و"هارد دسك" وهو ما جعل أجهزة الأمن المكلفة بمتابعة الحالة الأمنية في محيط الجامعة تخشى من أن يكون مدونا عليها أية بيانات، خاصة أن الإرهاب يستخدم مثل هذه الوسائل الإليكترونية في إبلاغ التعليمات والمعلومات والخطط إلى عناصره لتنفيذها، خاصة أننا شاهدنا كيف جعل الإرهاب الجامعات ومحيطها هدفا لإثارة القلاقل وزعزعة الأمن، خاصة أن حياوة الطالب لكشكول به مدون به أفكار عن نظام الخلافة وهو الذي يتصدر أجندة الجماعات المتطرفة. وأكد المصدر القيادي بأجهزة الأمن أنه من غير المعقول أن يعرف محتوى رواية 1984 ويلخصه في المحضر كما ذكرت بعض مواقع الإنترنت وهو أمر يدعو للسخرية وواضح أنه تم "حشو كلمة الحكم العسكري حشوا في الموضوع المنشور" لأغراض الإثارة الصحفية أو السياسية لا سيما أن الراوية لا تتناول الحكم العسكري في تفاصيلها، بل كان هدف أرويل من الرواية إثبات أن الحكم في أي بلد في العالم هو غاية في ذاته وليس وسيلة وكان أورويل ضد تعسف السلطة الحاكمة بشكل عام. والرواية كتبها أورويل على أنها أحداث خيالية لما سيكون عليه نظام الحكم في بريطانيا عام 1984، حيث إن جورج أورويل كتبها لمناسبة حلول عام 1948، متخيلا ما سيحدث في العالم إذا تم تبديل الرقمين الأخيرين من التاريخ 48 إلى 84 وأورويل معروف بكتاباته الناقدة واللاذعة لعالم الحكم والسياسة وهو صاحب العمل الشهير "مزرعة الحيوانات". واختتم المصدر ساخرا من الضحالة الثقافية لكثير من رجال الشرطة، قائلا: هذا الجهل أو هذه الضحالة هي صك براءتنا من الواقعة، فربما لا يزيد عدد ضباط الشرطة الذين يقرأون الروايات على أصابع اليدين، أما الذين قرأوا أو عرفوا أو سمعوا عن رواية 1984 فعلى الأكثر لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة.