تحتضن القاهرة غدًا السبت قمة ثلاثية تجمع مصر اليونان وقبرص هي الأولي التي تعقد على هذا المستوى بين الدول الثلاث منذ تأسيس آلية التشاور الوزارية التي عقدت سلسلة لقاءات على مدي العام الماضي. وكشف مسئول دبلوماسي عن أن القمة ستتناول العديد من الموضوعات والقضايا التي تهم أطرافها الثلاثة، بصفة خاصة في النواحي الاقتصادية والتجارية إلى جانب القضايا والأحداث السياسية التي تشهدها المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وعملية السلام المتعثرة والوضع في سورية والعراق والحملة ضد تنظيم داعش الإرهابي. ورجح المصدر أن يشغل ملف الارهاب حيزًا كبيرًا من المناقشات بالنظر إلي خطورة هذه القضية وتصدرها للأجندة الدولية حاليًا في ظل تصاعد الحملة ضد تنظيم داعش وانتشار عمليات الارهاب في العديد من الدول والتي وصلت إلي كندا ودول أوروبية إلى جانب منطقة الشرق الأوسط. وفي شأن ما سوف تتعرض له القمة الثلاثية لملف العلاقات مع تركيا قال إنه ليس بالضرورة وجود تطابق تام في وجهات النظر بشأنها، خاصة طبيعة العلاقات التي تربط بين تركيا والدول الثلاثة بالنظر الي وجود أزمة بين أنقرة وهذه الدول، مؤكدًا أن وجود خلافات بين مصر وتركيا بسبب سياسات نظام حكمها لا تعني تطابق مواقف الدول الثلاثة " أطراف القمة" في التعامل مع هذه القضية، منوها إلي الخلافات التاريخية بين أنقره وكل من اليونان وقبرص. وقال السفير بدر عبد العاطي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إن القمة تهدف الي تفعيل وتطوير التعاون بين الدول الثلاثة في مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية والتجارية والسياحية والطاقة، لافتًا إلى ما تتمتع به من عناصر تشابه كثيرة وحاجتها الي تعميق هذا التعاون بما يخدم مصالحها المشتركة. على صعيد متصل، أفصحت مصادر عن أن القمة من المنتظر أن تتعرض لبحث موضوع المنطقة الاقتصادية الخالصة والتعاون بين دولها في استخراج الغاز الطبيعي وتسييله، خاصة بعد التحركات التركية في هذه المنطقة المتاخمة لحدود القبارصة الأتراك. ومن المرجح أن توجه القمة صفعة جديدة إلى تركيا حيث ستؤكد رفضها للإجراءات التي تستهدف قبرص بدعوي دعمها "أنقره" لقبرص التركية الغير معترف بها من أي دولة في العالم سوى تركيا وحدها. وكانت مصر قد تصدت بقوة لتحركات تركية داخل اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي ونجحت في وأد هذه التحركات التي سعت للحصول على دعم دول المنظمة لمآربها وأهدافها في المناطق المتاخمة لحدود دولة قبرص والتي تطلق عليه قبرص التركية.