تسلمت مساء اليوم الجمعة الناشطة السكندرية والمحامية الحقوقية ماهينور المصري جائزة لودوفيك تراريو الدولية لحقوق الإنسان بمدينة فلورنسا الإيطالية، حيث قررت لجنة تحكيم الجائزة منحها لماهينور هذا العام لدفاعها عن حقوق الإنسان واعتقالها فى عهد الأنظمة الثلاثة الأخيرة دفاعًا عن قضايا الحقوق. وسميت الجائزة التي تُمنح كل عام لمحام واحد على مستوى العالم باسم ولودوفيك تراريو (1840-1904) الذى كان محاميا ووزيرا للعدل في فرنسا كما أسس في 1898 «رابطة حقوق الإنسان» وكان أول رئيس لها. وأسس النقيب فافرو الجائزة الدولية التي تحمل اسم تراريو في 1984 ، وكان أول من فاز بها، في العام التالي، المناضل نيلسون مانديلا الذي كان لا يزال يومها في السجن قبل أن يصبح لاحقا أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا. وتتألف لجنة التحكيم كل عام من محامين يمثلون هيئات الدفاع عن حقوق الإنسان فى كبريات نقابات المحامين فى أوروبا، وتختار اللجنة الفائز بالجائزة من خلال عملية تصويت، وذلك بعد أن تستشير أبرز المنظمات الحقوقية غير الحكومية ونقابات المحامين والجمعيات الإنسانية حول العالم التى تسمى سنويا محامين ترى أنهم يستحقون هذه الجائزة. وفى دورتها التاسعة عشر هذا العام اختارت لجنة التحكيم منحها لماهينور وقت أن كانت تقضي عقوبة الحبس لمدة عامين بتهمة خرق قانون التظاهر، على الجائزة هذا العام وذلك على خلفية دفاعها عن حقوق الإنسان ولأنها سجنت لذلك السبب في عهد آخر ثلاثة رؤساء في مصر بينهم عهد الرئيس الحالى عبدالفتاح السيسي. وقد أهدت ماهينور الجائزة إلى 4 من الشباب هم عمر حاذق ولؤى وإسلام وناصر ممن كانوا محبوسين معها على ذمة قضية خرق قانون التظاهر في وقفة للتضامن مع الشهيد خالد سعيد ولم يتم الإفراج عنهم على الرغم من إخلاء سبيلها فى نفس القضية، حيث كانت ماهينور قد تقدمت باستئناف على حكم حبسها عامين وغرامة 50 ألف جنيه، بعد اتهامها بالتظاهر بدون تصريح والتعدى على قوات الأمن، وخففت المحكمة الحكم ضدها إلى 6 أشهر ثم أخلت سبيلها بعد وقف حكم الحبس. كما أهدت جائزتها أيضا إلى كل من مازالوا في السجن مثل سناء سيف ويارا سلام ومتظاهري قضية الاتحادية، محمد حسني وعلاء عبدالفتاح، ومتظاهري قضية مجلس الشورى، الموجودين في السجن الآن، ومحمود نصر، وطاقم مراسلي قناة الجزيرة الإنجليزية. بالإضافة إلى محمد سلطان وإبراهيم اليماني اللذين دخل إضرابهما عن الطعام يومه ال 300، وبقية ال 41 ألف معتقل، وللفلسطينيين الذين علمونا كيفية المقاومة وكيف يكون الأمل في المستقبل، ولشعب كوباني الذي يحارب المتطرفين، وللفتاة الإيرانية ريحانة جباري، المحكوم عليها بالإعدام، لأنها قتلت مغتصبها عندما حاولت الدفاع عن نفسها، قائلة فى خطاب تسلمها للجائزة: "لجميع أولئك الشجعان أهدي الجائزة".