قال وزير العدل اللبناني أشرف ريفي، إن العد العكسي للمشروع الإيراني في لبنان قد بدأ- يقصد حزب الله- فقد توهم في مرحلة معينة أن يمد يده على بعض الدول العربية، وكان يملك نوعًا من الحضور في مرحلة معينة، وكان لديه قدرة عسكرية معينة ودعم من النظام في سوريا في مرحلة معينة وكان لديه إمكانيات مادية واحتضان شعبي من كل اللبنانيين لأنه دخل إلى لبنان تحت راية مقاومة العدو الإسرائيلي وتحرير فلسطين، إلا أن هذا الدور انكشف تمامًا. وقد اتهمنا من قبل البعض أننا وقفنا في وجه المشروع الإيراني، نعم وقفنا في وجهه وما زلت، لن يسود في لبنان إلا المشروع اللبناني فقط لا غير، ولن نكون جزءًا من إيران ولن نكون مهادنين لأي مشروع غير لبناني نهائيًا. وتابع ريفي في حوار مع قناة العربية الحدث اليوم: لا شك أننا قدمنا له التحية عندما قاتل العدو الإسرائيلي وانحنينا أمامه وأمام شهدائه، إلا أنه عندما ارتد السلاح على الداخل اللبناني وداخل سوريا وزج نفسه بصراع إلى جانب نظام نعتبره جائرًا توتاليتاريًا وغير مقبول من شعبه انحرف عن مساره الطبيعي وخسر احتضان أغلب اللبنانيين وبدلًا من أن يكون محتضنًا من اللبنانيين صار مكروهًا منهم، لأنه لم يعد هذا ثورة بل صار مشروع هيمنة على لبنان ومشروع تدخل داخل سوريا عسكريًا مرفوضًا منا، وبدأ يخسر كل مناصرته الشعبية، وقد قطع خط الإمداد من بغداد إلى حمص، سواء من قبل داعش أو الجيش الحر، أنا لا أدخل إلى اللعبة التفصيلية السورية، كما أن الإمكانات المادية ضعفت، وقد فقد هذا المشروع ثلاثة أرباع من الاحتضان اللبناني الشعبي، وخسر الإمكانيات المادية وخط الإمداد ومناصرة النظام السوري، لذا أقول لكل اللبنانيين نعم مشروع هذه الدويلة بدأ بالتراجع وفي النهاية ستسود الدولة، وهذه هي طبيعة الأمور. وأكد ريفي أن الدويلة تبقى دويلة، إذ أن الدولة جزء ومكون واحد ولا تحمل على أطرافها أمورًا غير واقعية. للأسف يوجد دولة لديها جيش نظامي، ونحن لن نعطي الشرعية والاعتراف بهذا الجيش غير الشرعي، ولن يحكم لبنان إلا الدولة فقط لا غير، لذلك رهاننا على المؤسسات، الرهان على الدولة فقط لا غير ولا يوجد أي تبرير للدويلة ولا لسلاح غير شرعي، والبدلة العسكرية هي النظامية فقط لا غير. وأشار ريفي إلى أن تحالف المعتدلين من كل الطوائف في لبنان هو من ينقذ البلد والاعتدال السني لا يزال يمثل أغلبية الساحة السنية اللبنانية ولا خوف عليه نهائيًا. قد نكون غبنا عنه لكن أكثرية الناس لا تزال تسير بمنحى اعتدالي وأكبر دليل أن بالأمس المجموعتين اللذين ترجما احتقانهما بشكل خاطئ لا يمثلان إلا ثلاثين شابًا هنا وثلاثين شابًا هناك وليس أكثر من هذا العدد في حين أن طرابلس تضم 500 ألف مواطن.