فى حالة انهيار.. قالت والدة رامي زيدان شهيد دمياط: إن ابني كان يتمنى أن يفرح ويأكل لقمة نظيفة، وكان صبورًا ويتحمل، ويقول دائما "نفسى أخطب يا ماما". هكذا تحدثت "إيمان حفيلة" والدة الشهيد "رامي زيدان" ل"بوابة الأهرام"، قائلة "كان لدي إحساس بذلك، ولكني كذبت نفسي كثيرًا، والذى كان مفاجأة لي". وأضافت والدة الشهيد، وهى موظفة بمديرية التربية والتعليم، أنه أصغر أبنائها، ويبلغ من العمر 22 عامًا، وكان يدافع عن وطنه، وأنها كانت تخاف عليه مثل باقى زملائه، وكانت تتمنى أن ينهى الخدمة فى الجيش، ثم يبدأ حياته، ولكن حدث ما لا تتوقعه، فبدلا من أن يأتى لها وقد أنهى خدمته، جاءها فى نعش الموت. وعن طريقة علمها بالخبر، قالت إنها علمت بالخبر بعد صلاة الفجر، وأول شيء جاء فى خاطرها كلماته فى إجازته الأخيرة، إنه تمنى أن يموت شهيدًا، وأن يتقبله الله فى جنته، وطالبت والدته من الرئيس السيسى أن يأخذ بثأره، وقالت إنها وهبته لله ولمصر، ودعت أمه على جماعة الإخوان وعلى أتباعهم. وقال أكرم أحمد حفيلة خال الشهيد، إن رامى التحق من 4 شهور فقط بالقوات المسلحة، واتصلت به تليفونيا أمس الأول؛ لأن إجازاته قليلة، وقال لى "ادعيلي يا خالو أن أخرج من هنا بخير"، ورامى كان يعمل ويجتهد، فقد كان يعمل فى الصيف فى ورشة نجارة، مثله مثل أى دمياطى، لكى يكون نفسه ويخطب ثم يتزوج، الأهم من ذلك، أن رامى كان محبوبا من الجميع، وقال لى فى المكالمة الأخيرة وهو يضحك: "شوفلى ياخالو عروسة علشان أخطبها"، وكان من الشباب الطيبين والملتزمين أخلاقيا وأدبيا، فقد كان لايدخن السجائر، وهادئ الطباع، وانتقد خاله تعيينه فى كمين خطير فى هذا المكان وهو فى بداية جيشه، وهو لايستطيع أن يحمل مسدس صوت لحماية نفسه- حسب تعبيره- مؤكدًا أن هذه الكمائن لابد أن يقف فيها المتدربون، والذين لهم خبرات قتالية عالية، وليس شبابا حديث التخرج. عواطف حفيلة خالة الشهيد تقول إن رامى يعتبر من زينة شباب فارسكور، حيث كان لا يؤذى أحدًا وأن الجميع يحبه، وأنها دائمًا تدعو الله بأن يأتى بحقه وحق زملائه، وينصر الجيش المصرى على هؤلاء الإرهابيين، وأن أبناء المحافظة جميعهم فداء للوطن ولمصر، فهناك العديد من الشباب مثل رامى، على استعداد للتضحية، وقالت "يموت رامى يطلع ألف رامى غيره بس تعيش مصر"، ودعت على جماعة الإخوان بالموت ووصفتهم بالظالمين ولا يعرفون الله، وسنضحى جميعًا بأرواحنا من أجل مصر وحملت مسئولية الحادث لجماعة الإخوان الإرهابية، وأنها تتمنى أن يذوقوا من نفس الكأس، وأن ينتصر الجيش المصرى عليهم وينتقم من كل ظالم. وقد انتظر عدد كبير من أهالى مدينة فارسكور تشييع جنازة الشهيد رامى السيد زيدان، الحاصل على دبلوم فنى تجارى، والذى استشهد فى سيناء أمس، وتحدد دفن جثمانه عقب صلاة المغرب ووصوله لتوديعه لمثواه الأخير. تقدم اللواء محمد عبد اللطيف منصور محافظ دمياط بأخلص التعازى فى ضحايا الحادث الإرهابي الغاشم الذي طال جنودنا البواسل أمس بسيناء، وراح ضحيته جنديان من أبناء محافظة دمياط وهما: الشهيد مجند محمود عصام فوزي عطية، من ميت الخولي عبد الله، والشهيد مجند رامي السيد محمد محمد، من فارسكور. وقدم المحافظ التعازى لأسر الشهيدين من أبناء محافظة دمياط، ولشهداء الوطن الذين سقطوا فى هذا الحادث الأليم الغادر الذى طال أبناءنا وهم فى عمر الزهور خلال أداء واجبهم دفاعًا عن حدود وكرامة هذا الوطن. وأكد المحافظ أن هذا الحادث يزيد من عزيمة الشعب المصرى، ولن يثنينا عن مواصلة مسيرة التقدم ورفعة شأن الوطن، برغم كل ما يحاك ضده من مؤامرات. وسيتم دفن جثامين شهيدى دمياط بمقر إقامتهم عقب انتهاء مراسم الجنازة العسكرية التى أقيمت تكريمًا لهم بمطار ألماظة.