فى اليوم الثانى بعد وفاة أدهم، ضحية سيارة التغذية بمدرسة أمين النشرتى، فى قرية الكداية بأطفيح، لم تستطع شقيقته الذهاب إلى المدرسة، بعدما شاهدت شقيقها وقد دهسته السيارة بداخلها، فى الوقت الذى خيم الحزن على زملاء الطفل من التلاميذ الموجودين بفصله وجميع تلاميذ المدرسة. وقد أمرت النيابة بإحالة مدير المدرسة، ومشرف التغذية، ومسئول الأمن، وقائد السيارة، إلى محاكمة عاجلة. وكانت نيابة أطفيح، بإشراف المستشار ياسر التلاوى المحامى العام لنيابات جنوبالجيزة، قد استمعت لأقوال شهود الواقعة، حيث قرر أحدهم أنه هو الذى نقل التلميذ الضحية إلى المستشفى، فى الوقت الذى رفض فيه مدير المدرسة والمدرسون نقل الطفل للمستشفى، وحمله وأضطر لوضعه داخل سيارة نقل لإنقاذه، إلا أنه فى أثناء وضعه بالسيارة شهق شهقة تأكد بعدها من وفاته قبل وصوله للمستشفى، وأمرت النيابة بتجديد حبس المتهمين. ذلك فى الوقت الذى ما زالت أسرة الضحية تتجرع أحزانها، فشقيقته ترفض التوجه للمدرسة، وأمه تضع حقيبة المدرسة وملابسه الموجود عليها آثار دمائه أمامها، وتبكى حزنا على فراقه، وهى التى على الرغم من حصولها على بكالوريوس هندسة، فإنها لا تعمل، وكانت تجتهد لتربيته وشقيقيه، فى الوقت الذى لم يفق الأب من أحزانه، فهو على الرغم من حصوله على ليسانس حقوق، فإنه يعمل بمصنع طوب فى منطقة الصف، بعد أن فشل فى الحصول على فرصة عمل. وفى مشهد مبك، تعيش تلك الأسرة الحاصلة على درجات علمية داخل منزل بسيط بالإيجار، وراضية بما قسمه الله لها، إلا أن القدر كان لها بالمرصاد، منتظرة أن يعيد لها المسئولون والقانون حق نجلها، الذى ضحى الأب والأم بشهادتيهما العلمية من أجل تربيته، إلا ان إهمال مسئولي المدرسة أضاعه من بين أيديهم. وقد انتابت الأب محمد أحمد، نوبات بكاء شديد، حزنا على نجله، إلا أنه قرر أن مدير المدرسة تسبب بإهماله فى وفاة نجله، حيث روى الحادث، مشيرا إلى أن شقيقة أدهم كانت معه بالمدرسة، وما أن شاهدت شقيقها، حتى أصيبت بحالة من الصرع، وهرولت على المنزل، لتخبر والدتها وعمها. وكان والدها فى عمله، فصرخوا، وتوجهوا إلى المدرسة، موضحا أن المدير قابلهم مقابلة فاترة، وقال إنه لا يعرف أين ذهبوا بالطفل، وعند عتابهم له قال لهم إنه لا يعمل "دادة" أو "مربية للأطفال". وتساءل محمد والد الطفل: هل تدخل السيارة داخل المدرسة وقت الذروة ما بين خروج تلاميذ الفترة الصباحية والمسائية؟!!، ويبكى داعيا الله أن يعاقب المذنبين.