افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي صباح اليوم الأحد مؤتمر إعادة إعمار غزة بمشاركة كثيفة من وزراء خارجية ووزراء دولة ومسئولين عرب وأجانب، أبرزهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وموفد روسي ووزير خارجية قطر وموفد تركي وبان كي مون امين عام الاممالمتحدة وكاثرين آشتون الممثلة الساتمة للاتحاد الأوروبي. وقال السيسي في كلمته الافتتاحية للمؤتمر إن مصر ستظل على وفائها للقضية الفلسطينية، باعتبارها قضية الأمة العربية الرئيسية، وإن الدول العربية والصديقة يجب ألا يخذلوا آمال الفلسطينيين الذين يعولون كثيرًَا على المجتمع الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة بعدما أصابه من أضرار جسيمة خلال الحرب الأخيرة. وأضاف السيسي أن "مصر تنظم هذا المؤتمر بالمشاركة مع دولة النرويج الصديقة، دعمًا للشعب الفلسطيني الشقيق، وللسلطة الشرعية الفلسطينية" مشيراً إلى حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن. واستعرض السيسي باختصار الدور الذي قامت به مصر للوصول إلى الهدنة الحالية المثبتة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، مؤكدًا أنها نجحت في إعادة الجانبين إلى مائدة التفاوض، من خلال اتفاق التهدئة والهدنة المثبتة، ثم الاتفاق على ضرورة التوصل إلى تفاهمات حول القضايا المعلقة واستكمال التفاوض منتصف أكتوبر الحالي. وأكد السيسي أن هذه الجهود واكبتها تحركات أخرى لحل المشكلات البينية الفلسطينية، نحو الوصول إلى أن يكون للشعب الفلسطيني عنوان وحيد للشرعية، وأن يتوحد تحت راية واحدة. وأشار السيسي إلى أن تلبية احتياجات المواطنين في قطاع غزة تستند لمحورين أساسيين؛ هما إعادة الإعمار وتهيئة المناخ لممارسة السلطة الشرعية للدولة الفلسطينية دورها المنوطة به وواجباتها في القطاع تجاه مواطنيها، وحتى نحرم هؤلاء من يريدون استغلال معاناة الشعب الفلسطيني لتحقيق أغراضهم. وأوضح السيسي أن رسالة استضافة مصر لهذا المؤتمر لا تتعلق فحسب بالتعاطف والمؤازرة والاستعداد لبذل الدعم والمساندة، ولكن تهدف أيضًا لوضع حد للوضع القائم وعدم عودة الأزمة للانفجار من جديد، لأن الطريق الوحيد لاستدامة السلم والأمن لكل الشعوب في المنطقة هو التوصل لتسوية عادلة وشاملة ودائمة استكمالا للتسوية التي بدأتها مصر في السبعينيات، حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من البناء دون خوف من هدم ما بناه. وذكر السيسي أن مصر ساهمت في كل الجهود السلمية السابقة لإيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية، منذ تسعينيات القرن الماضي– معربًا عن تقديره للجهود التي بذلتها الولاياتالمتحدة في الأزمة الأخيرة والتي تعثرت. وشدد السيسي على أن مصر تدرك المخاطر والتحديات التي تحيط بمنطقتها، ومن منطلق دورها التاريخي فإنها تسعى بإرادة وتصميم لتحقيق التسوية الشاملة والعادلة، وأنه حريص على أن تسمع شعوب المنطقة كلها هذه الرسالة، لا أن توجه فقط لرؤساء وملوك الدول المشاركة في المؤتمر. ووجه السيسي نداءً للإسرائيليين شعبًا وحكومة نصها أن الوقت قد حان ليعم الرخاء ويحصد الجميع الأمان. ونادى السيسي في نهاية كلمته كل طفل وشيخ ورجل وامرأة في فلسطين وإسرائيل بأن يجعل حلم العيش المشترك حقيقة، لافتًا إلى أن هذا هو محور المبادرة العربية للسلام، والذي نريده حتمًا أن يكون ميراثنا للأجيال المقبلة. ويذكرنا هذا النداء بالنداء الذي وجهه الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلى الفلسطينيين والإسرائيليين في خطابه الشهير بالكنيست، حيث استخدم السيسي مفردات تشبه المفردات التي استخدمها السادات في خطابه. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :