أدلت النيابة العامة اليوم السبت بمرافعتها في محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي و14 متهماً آخرين، في قضية قتل متظاهري الاتحادية. تضمنت مرافعة المستشار إبراهيم صالح، المحامي العام الأول لنيابات غرب القاهرة، جملًا تعبيرية بالغة الصياغة والدقة، لخص فيها فترة حكم جماعة الإخوان لمصر، وأحداث الاشتباكات الدامية التي دارت في ديسمبر 2012 بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المعزول محمد مرسي. بدأ المستشار صالح، مرافعته بالقضية، بتلاوة قول الله تعالي "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"، قائلا: لقد أمرنا رسول الله أن نقيم ألسنتا بالحق أينما كنا ولا نخاف في الله لومة لائم. ثم تابع قائلا: ها قد آذن الله لنا ومنّ علينابأن نمثل مترافعين متحاجين بين أيديكم، مقدمين الدليل تلو الدليل ،على ما اقترفه المتهمون من جرم وآثام، من غصب وعصيان من إثم وعدوان، من كذب ولغو وتلاعب في الأديان، نسوا الواحد الديان. نسوا أن الأمر بيد الله وليس بيدالإنسان. امتلأت الدنيا ضجيجاً بحديث من خان. فبعد أن حررهم المولى من يد السجان، ووهب لهم الملك والسلطان، ومنّ عليهم بأن ولاهم ملوكاً على مصر ذات الكنان. نسوا الله الحنان، نسوا الله المنان. ملأوا مصر بالدم والأحزان، من هول ما فعلوا اقشعرت لهم الأبدان. وتيتّم على أيديهم الولدان. فأسال ذكرهم مدامع الأجفان. أخبرونا أن كل من بالوطن قد خان، وأننا في رحابهم فقط بأمان. فعلى رأسهم خير رُبان. ومعهم صكوك الغفران. يمنحوها لمن لهم دان. كذبوا والله فقد أطلقوا للفتنة العنان. وجعلواالإخوة يقتتلان. أسالوا الدم بأبخس الأثمان. وهانت عليهم الأوطان. أدعوا أنهم عباد الرحمن. أدعوا أنهم أهل القرآن. ومن سواهم عبيد للشيطان. والله بل هم أهل الضلال والبهتان. دمروا ما تبقى من مصر. تاجروا بدين الله فأسقطهم وأذلهم الله، وانتزع الملك عنهم وهو صاحب الملك، يعطي الملك لمن يشاء وينزع الملك عمن يشاء، ويضر من يشاء ويذل من يشاء. اليوم أستعين بالله صادقاً أن يمكنني من البيان. وأن يجعله طوع بنان. لعلي أملك قلوبكم بالبرهان. فيخضع يقينكم فتحكموا بالفرقان. اليوم آتيكم بما لا يختلف عليه الثقلان. أضع على كفتيّ الميزان. الذي شرفكم العدل أن تكونوا له عنوان. أدلتي وحُججي وأسانيدي على المتهمين. الذين ملأوا مصر كبراً وأمتهان. وتركوها تتهاوى في امتنان. فأتوا على ما أنعم الله عليها من كيان. والله لو صدقوا الله ما فعلوا بمصر ما فعلوا. والله لو صدقوا الله ما فعلوا بمصر ما فعلوا. وما أشعلوا بأخضرها ويابسها النيران.