فى 300 صفحة ، وعبر حوالى 46 مشهداً، كُتبت شهادة وفاة "عصابة الوريث" التى دونها الكاتب حمادة إمام والذى كان شاهداً بقلمه على السقوط المدوى لهذه العصابة منذ أن صعدت سلالم "الأبهة" إلى أن سقطت وتهاوت أمام شباب ثورة 25 يناير. فى كتابه الذى يحمل اسم "سقوط عصابة الوريث" ذكر الكاتب قصة حياة جمال مبارك منذ أن كان طالبا فى الجامعة الأمريكية حتى سفره للعمل بأحد مصارف أمريكا وتوالى رصده لرحلة جمال "الوريث" إلى أن تقلد مناصب غالبية زمام الأمور فى النظام الذى سقط ولم يقم مرة أخرى. انتقل الكاتب إلى الدكتور كمال الجنزورى الذى اعتبره "آخر كهنة القطاع العام" ثم إلى عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق وسياسته فى الحكومة، حتى جاء أحمد عز من اللعب على الطبلة للعب مع الوريث، كما يقول الكاتب. تحدث إمام عن حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق والذى اعتبره " خادم السلطة" والذى كان من أكبر أعوان الوريث حتى شاءت الأقدار أن يرقد فى زنازين سجن طرة. تحدث الكاتب أيضا عن أنه في عام 2000 بدأت عملية تحضير جمال مبارك لاقتحام عالم السياسة علي يد المستشار السياسي للرئيس مبارك الدكتور أسامة الباز، ولذلك يصف البعض الباز بمهندس عملية التوريث، وينفي أحد السياسيين الذين أن الباز لم يكن يسعي لتوريث جمال، ولكنه لمس رغبة جمال في العمل السياسي، وفكر أن وجوده كابن الرئيس سيمثل دفعة لتحديث مصر، وأن جمال مبارك ومجموعته ستنجو من (أسافين) الحرس القديم في السياسة والاقتصاد. وحكى قصة تولى نظيف رئاسة الحكومة وكيف بدأ بيع القطاع العام على يد رشيد محمد رشيد ومحمود محيى الدين ويوسف بطرس غالى ، وكيف بدأت الانشقاقات داخل الحزب مع قرارات رشيد المتعلقة بسوق الحديد التى يحتكرها أحمد عز.، إلى أن انقسم مجلس الوزراء إلى شلل ومجموعات وسط انشغال كل وزير بتوسيع نفوذه وزيادة ثروته. ثم تحدث عن انتخابات مجلس الشعب والفضائح التى دونتها ذاكرة التاريخ للحزب الوطنى الحاكم، ليسيطر على البلاد من خلال وزرائه الذين منعت عنهم الاستجوابات بأوامر من شلة الوطنى وبات كل وزير يفعل ويأمر وينهى دون مساءلة أو حتى توجيه اللوم إليه. وتساءل الكاتب: كيف نجح جمال مبارك فى أن يصبح المهدى الذى انتظره الغرب لتشكيل الفريق الذى طالما حلموا به؟ وكيف اختار فريقه ومصدر ثرواتهم وانتماءاتهم السياسية وسيرتهم الذاتية ؟ لكنه أجاب عن تلك التساؤلات من خلال كتابه الذى جمع بين صفحاته النواة التى ارتكز عليها جمال مبارك فى تأسيس حياته وبزوغه السياسى.