قتل 36 عسكريًا ليبيا، وأصيب 71 آخرون بجروح، أمس الخميس، في تفجيرات أعقبتها معارك دارت بين الجيش وجماعات إسلامية من "مجلس شورى ثوار بنغازي" في محيط مطار بنينا الدولي، في الضاحية الجنوبية الشرقيةلبنغازي (شرق)، حسبما أفاد مسئول عسكري. وقال متحدث باسم القوات الخاصة في الجيش الليبي إن "36 شخصا بينهم جنود في الجيش والشرطة لقوا حتفهم الخميس، بعد ثلاث هجمات بسيارات مفخخة أعقبتها اشتباكات بين الجيش ومليشيات إسلامية كانت تتقدم باتجاه المطار". وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن "حصيلة القتلى ارتفعت بعد أن توفي العديد من الجرحى متأثرين بجراحهم"، لافتًا إلى أن هذه "الإحصائية رسمية من مستشفى المرج العام" الواقع على بعد 100 كلم شرق بنغازي. ونشرت الصفحة الرسمية للقوات الخاصة والصاعقة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أسماء القتلى ال36. ووفقا للمصدر فإن "هجومين نفذا بسيارتي إسعاف مفخختين استهدفا في صباح الخميس الباكر نقطتين أمنيتين حول المطار تبعهما انفجار سيارة مفخخة ثالث في المنطقة السكنية ببنينا بعد مرور موكب للجيش بجانبها". وتضاربت الأنباء حول ما إذا كانت التفجيرات انتحارية أم أنها تمت عن بعد عقب إيقاف السيارات بالقرب من مواقع الجيش. وقال المصدر إن "هذه التفجيرات تبعها تقدم لقوات مجلس شورى ثوار بنغازي، ودارت معارك عنيفة في مختلف أحياء منطقة بنينا وفي محيط المطار مع الجيش حتى تم صدها وتكبيدها خسائر من خلال غارات السلاح الجوي والمدفعية". وتسعى الميليشيات منذ مطلع سبتمبر للسيطرة على المطار الذي يضم مدرجا للطائرات المدنية وقاعدة جوية. ومنذ يوليو، تدور معارك يومية بين الميليشيات التي باتت تسيطر على القسم الأكبر من مدينة بنغازي، والقوات الأمنية الموالية للواء المتقاعد من الجيش خليفة حفتر. ونادرًا ما يعلن أي من الطرفين عن خسائره في المعارك. لكن مصدرًا طبيًا في مستشفى الهواري العام قال في وقت سابق، إن المستشفى استقبل "23 جريحا على الأقل من منتسبي مجلس شورى ثوار بنغازي بينهم من هو في حالة خطرة". ويقود حفتر منذ 16 مايو الماضي حملة عسكرية باسم "الكرامة" تهدف بحسب قوله إلى "اجتثاث الارهاب" في ليبيا، لكنه وجد نفسه في مواجهة ائتلاف الكتائب والمقاتلين الإسلاميين وخصوصا أعضاء جماعة أنصار الشريعة الذين شكلوا عقب الحملة مجلسهم المسمى بمجلس "شورى ثوار بنغازي". وكان المتحدث باسم رئاسة الأركان العامة للجيش، العقيد أحمد المسماري، قال الأربعاء إن "الجيش سيوقف عملياته العسكرية بمناسبة اقتراب عيد الأضحى واستجابة لقرار وقف اطلاق النار الذي توصل إاليه حوار غدامس بين الفرقاء السياسيين ورعته الأممالمتحدة". لكن المسماري أكد على "حق الجيش في الرد على أي هجمات". وقال مصدر عسكري إن "قوات مجلس شورى ثوار بنغازي تواصل هجومها وتقدمها باتجاه المطار". وقال العميد صقر الجروشي قائد سلاح الجو في قوات اللواء خليفة حفتر إن "مقاتلات ومروحيات الجيش تعاملت مع الاهداف المتقدمة باتجاه المنطقة وكبدناها خسائر في العتاد والارواح". وأكد آمر قاعدة بنينا الجوية، العقيد طيار سعد الورفلي، سيطرة الجيش على المطار والقاعدة الجوية، مشيرًا إلى أن "السيارات المفخخة انفجرت داخل الحي السكني في بنينا وبالقرب من بوابة الشرطة العسكرية الواقعة في مدخل المنطقة". لكن مصدرا عسكريا آخر قال في وقت سابق إن "الهجوم انتحاري.. إحدى سيارات الإسعاف اقتحمت نقطة للجيش وانفجرت مخلفة ثلاثة قتلى في صفوف القوات الخاصة وعدد من الجرحى".