حذرت دراسة علمية بالمركز القومى للبحوث من مخاطر التدخين على جلد الإنسان مؤكدة، أن التبغ يشكل عاملا رئيسا للإصابة بالشيخوخة المبكرة للجلد علاوة على ما يسببه من مخاطر النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، والانسداد الرئوي المزمن، وسرطانات الرئة، والحنجرة والفم. فقد أجرت أمانى سعيد الباحثة بقسم الأمراض الجلدية في المركز القومى للبحوث دراسة مهمة، تحت إشراف كل من الدكتورة داليا جمال الأستاذ المساعد بقسم الجلدية، والدكتورة نهى حافظ، والدكتور عبد الرازق فراج، الأستاذين المساعدين بقسم الباثولوجى في المركز، بهدف معرفة التحولات الكمية والنوعية فى أنسجة الجلد المرنة بالمناطق غير المعرضة للشمس الناجمة عن التدخين، وكذلك الآليات المسببة لذلك. وتم أخذ العينات للفحص من منطقة غير مكشوفة من الجلد من عدد من المدخنين وعدد من غير المدخنين، لتقويم الألياف المرنة للجلد باستخدام القياسات الشكلية والتقنية الهستوكيميائية المناعية. وأظهرت النتائج أن الألياف المرنة في الأدمة الشبكية عديدة، ومجزأة في المدخنين مقارنة مع غير المدخنين، في حين لم يكن هناك اختلاف فى شكل الألياف المرنة في الأدمة البابلية بين المدخنين وغير المدخنين. كما أظهرت النتائج وجود ارتباط إيجابى بين الجرعة التراكمية للتبغ والتغيرات الشكلية للألياف المرنة فيما يتعلق بعدد ومتوسط المساحة التي تشغلها الألياف المرنة. ولوحظ أيضا عدم وجود اختلاف في سمك البشرة بين المدخنين وغير المدخنين. وأظهر التحليل الهستوكيميائى المناعى نتائج سلبية فى جميع عينات المدخنين وغير المدخنين. وبحسب النتائج، أكدت الدراسة أن التدخين أحد عوامل الخطر لزيادة الألياف المرنة في الأدمة الشبكية، وتؤدى هذه الزيادة إلى تدهور النسيج المرن بدلاً من تركيب جديد مثلما يحدث نتيجة التعرض للشمس. وعلاوة على ذلك فإن ضوء الشمس والتدخين لهما تأثير مضاعف علي شيخوخة الوجه. وكانت أبحاث سابقة أكدت أن هناك علاقة وثيقة بين التدخين والأمراض الجلدية مثل الصدفية، والتهاب الغدد العرقية التقيحي، والذئبة الحمراء، فضلا عن أمراض السرطان مثل سرطان الشفة، وتجويف الفم، والمنطقة الشرجية التناسلية. وأظهر العديد من الدراسات أن التدخين عامل خطر مستقل لتطور تجاعيد الوجه، والشيخوخة المبكرة للجلد.