أعاد المؤتمر الصحفي الذي عقده باتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، بالمركز الإعلامي الرئيسي لكأس أمم أفريقيا 2025 في الرباط، فتح النقاش القديم–الجديد حول مدى استقلال القرار الكروي الأفريقي، وذلك في ظل حضور ماتياس جرافستروم الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، تزامنا مع الإعلان عن هيكلة شاملة وغير مسبوقة للمنافسات القارية. موضوعات مقترحة القيمة التسويقية لمنتخبات كأس الأمم الإفريقية 2025.. المغرب أولًا هالاند يتجاوز رونالدو تاريخيًا في الدوري الإنجليزي الممتاز بهاتريك جديد ليفانتي الإسباني يستعين بالمدرب البرتغالي كاسترو لإنقاذه من شبح الهبوط وفي يوم وصفه موتسيبي بالتاريخي لكرة القدم الأفريقية، كشف الاتحاد الأفريقي عن حزمة إصلاحات عميقة تمس صلب المنظومة التنظيمية للمسابقات، وعلى رأسها إعادة هيكلة كأس أمم أفريقيا وبقية البطولات القارية، في خطوة تهدف، وفق القيادة الحالية للكاف، إلى تحديث كرة القدم الأفريقية وضمان تمويلها واستدامتها التنافسية. وأكد موتسيبي أن أفريقيا تمتلك نخبة من أفضل لاعبي العالم، وأن جودة الكرة الأفريقية باتت تحظى بمتابعة واسعة، مشيرا إلى أن نسخة كأس أفريقيا الحالية ستُنقل إلى نحو 190 دولة، ما يعكس ثقل البطولة على المستوى الدولي. غير أن هذا الحضور العالمي، مقترنا بمشاركة قيادات فيفا في لحظة الإعلان عن قرارات مفصلية، أعاد إلى الواجهة الانتقادات التي طالما وُجهت للكرة الأفريقية بشأن خضوع بعض قراراتها لتوازنات دولية وضغوط مرتبطة بمصالح أوروبا، خاصة فيما يتعلق بالروزنامة الدولية ووضعية اللاعبين المحترفين خارج القارة. وفي هذا السياق، شدد رئيس كاف على أن الشراكة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم لا تهدف إلى المساس باستقلالية القرار الأفريقي، بل إلى حماية اللاعبين وتفادي الزج بهم في صراع دائم بين التزامات المنتخبات الأفريقية ومتطلبات الأندية الأوروبية، معتبرا أن انسجام الروزنامة القارية مع الأجندة الدولية واجب أخلاقي ورياضي. ولفت حضور الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إلى جانب مسؤولين بارزين من الجهاز التنفيذي الدولي، الانتباه خلال المؤتمر، حيث اعتبر عدد من المتابعين أن هذا الحضور يعكس استمرار الدور المركزي لفيفا في رسم ملامح القرارات الكبرى المتعلقة بالكرة الأفريقية، وهو ما يعيد إلى الواجهة الانتقادات التي طالما وُجهت إلى كرة القدم في القارة، بشأن خضوعها في بعض الملفات لتوازنات دولية وضغوط مرتبطة بمصالح الاتحادات الكبرى في أوروبا، لا سيما فيما يتعلق بالروزنامة الدولية ووضعية اللاعبين المحترفين خارج أفريقيا. وفي رده غير المباشر على هذه الانتقادات، شدد موتسيبي على أن التركيز الحالي ينصب على مصلحة المنافسة الإفريقية واللاعبين، مؤكدا أن الشراكة مع فيفا تهدف إلى ضمان انسجام الروزنامة القارية مع الأجندة الدولية، وتفادي وضع اللاعبين في صراع دائم بين التزاماتهم مع المنتخبات الأفريقية ومصالح أنديتهم الأوروبية، معتبرا أن "ذلك ليس من باب العدالة ولا يخدم تطور اللعبة". وتضمنت الهيكلة الجديدة أيضا إعادة النظر في بنية المنافسات القارية، في إطار نقاشات معمقة انطلقت داخل أروقة كاف، وتهدف إلى بلوغ قيمة اقتصادية تقارب مليار دولار لكرة القدم الأفريقية، من خلال طلبات عروض وشراكات استراتيجية سيتم توجيه الجزء الأكبر من عائداتها إلى تطوير أكاديميات التكوين وكرة القدم القاعدية وفئات الشباب. وفي قرار فتح نقاشا واسعا داخل الأوساط الكروية، أعلن رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم اعتماد تنظيم كأس أفريقيا مستقبلاً كل أربع سنوات، دون الحسم في موعد زمني ثابت بشكل نهائي، مفضلاً الإبقاء على باب التشاور مفتوحا مع الاتحاد الدولي لكرة القدم. وبالموازاة مع ذلك، كشف عن إطلاق مسابقة قارية جديدة تحمل اسم "كأس الأمم الأفريقية"، على غرار النموذج المعتمد في أوروبا، ابتداء من عام 2029، مع برمجة منافساتها خلال فترة تمتد من سبتمبر إلى نوفمبر، معتبرا أن هذا التوجه يمثل الخيار الأنسب لخدمة مصالح كرة القدم الأفريقية على المدى المتوسط والبعيد. وعلى الصعيد التنظيمي، عبر موتسيبي عن فخره بالبنيات التحتية والملاعب التي وفرتها المملكة المغربية، مشيرا إلى حضور وفود من دول أفريقية عدة، من بينها أوغندا وتنزانيا وكينيا، لمتابعة البطولة والاستفادة من التجربة المغربية تحضيرا لاستحقاقات قادمة. وختم رئيس كاف تصريحاته بالتأكيد على أن أفريقيا تدخل مرحلة تحول عميق في تدبير كرة القدم، واصفا ما يجري بالثورة التنظيمية، غير أن حضور فيفا في قلب هذا التحول يظل، بالنسبة لعدد من المتابعين، عاملا كفيلا بإعادة طرح سؤال قديم: إلى أي حد باتت كرة القدم الأفريقية قادرة على صناعة قرارها بعيدا عن تأثيرات القوى الكروية الكبرى؟