تسجيل الكشري المصري ضمن قوائم التراث الثقافي غير المادي في اليونسكو، يبرز قيمة هذه الأكلة الشعبية التي لم تكن يومًا مجرد وجبة عابرة، بل تحوّلت إلى عنصرٍ فني وجمالي داخل العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية. موضوعات مقترحة أعمال "جارة القمر" تضىء دار الأوبرا المصرية | صور حفل أوركسترا وتريات بالأوبرا يُحيي روائع موسيقى البيتلز انطلاق فعاليات مشروع مسرح المواجهة والتجوال بكفر الشيخ فقد لعب الكشري دور "الوسيط العاطفي" في بعض القصص، وكان سببًا مباشرًا لبداية علاقات إنسانية دافئة وحكايات حب خلدت في ذاكرة الجمهور. وفي هذا الموضوع، نلقي الضوء على أبرز الأعمال التي كان فيها طبق الكشري شاهدًا على ميلاد قصة حب. عبد الغفور البرعي وفاطمة كشري يعد مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" أحد أهم الأعمال التي قدمت علاقة إنسانية من قلب الشارع المصري. فمن خلال شخصية فاطمة كشري، البائعة البسيطة التي تقف خلف عربة الكشري، نشأت علاقة ود وتقدير بينها وبين عبدالغفور البرعي في بدايات مسيرته. الكشري هنا لم يكن مجرد طعام، بل كان لغة تواصل بين شخصين جمعتهما البساطة والكفاح، ليصبح اللقاء عند العربة جزءًا من ملامح تكوين قصة حب عبد الغفور وفاطمة. سوسن بدر وعادل إمام في "سلام يا صاحبي" في فيلم "سلام يا صاحبي"، تجسد سوسن بدر نموذج الفتاة المكافحة التي تعتمد على عربة كشري كمصدر رزق. ويظهر عادل إمام في أحد أكثر مشاهده عفوية وهو يتردد عليها، فينشأ بينهما إعجاب لطيف تحكمه العفوية وروح الشارع. العربة الصغيرة كانت مسرحا لبداية علاقة تتسم بخفة الظل والصدق، لتصبح مشاهد الكشري جزءًا أساسيًا من ملامح الفيلم الإنسانية. ياسمين عبد العزيز في "فرحان ملازم آدم" يقدم فيلم "فرحان ملازم آدم" صيغة أخرى للحب الذي يولَد من تفاصيل صغيرة. فشخصية ياسمين عبد العزيز، بائعة الكشري، تجمعها بالفنان فتحي عبد الوهاب مواقف إنسانية طريفة تمهد لتقدم العلاقة بينهما. عربة الكشري هنا تصبح رمزًا للبساطة والاعتماد على الذات، ولمساحة يلتقي فيها القلبان، خاصة المشهد الشهير التي تضع فيه ياسمين كثير من الشطة في طبق الكشري لفتحي عبد الوهاب.. الكشري… من طبق شعبي إلى عنصر سردي فني إن إدراج الكشري ضمن التراث العالمي يعكس مكانته الثقافية، لكن الدراما والسينما المصرية كانت قد سبقت هذا الاعتراف، حين جعلت منه أداة لبناء الشخصيات وصناعة اللحظات العاطفية. فالكشري لم يعد مجرد أكلة، بل أصبح جزءًا من ذاكرة المشاهد؛ ورمزًا للحب الذي يولد أحيانًا من أبسط التفاصيل.