لم يعد تساقط الشعر مجرد مشكلة جمالية عابرة، بل أصبح مؤشرًا طبيًا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالحالة النفسية للفرد. وفي عالم يسير بوتيرة متسارعة وضغوط يومية متلاحقة، يطرح كثيرون سؤالًا محيرًا: هل يمكن للإجهاد وحده أن يفقد الشعر كثافته ويضعف نموه؟ موضوعات مقترحة مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025 في القاهرة والمحافظات موعد رمضان 2026 في مصر.. متى يبدأ الشهر الكريم وما عدد أيام الصيام؟ العلاقة الخفية بين الإجهاد وتساقط الشعر.. ماذا يقول الأطباء؟ الخبراء يؤكدون: نعم.. وبآليات بيولوجية معقدة قد لا ينتبه إليها الكثير. كيف يتسبب الإجهاد في تساقط الشعر؟ يؤكد الدكتور محمد أبو حديد، استشاري الأمراض الجلدية، أن التوتر النفسي يُعد محفزًا مباشرًا لظاهرة التساقط الكربي (Telogen Effluvium)، وهو النوع الأكثر شيوعًا المرتبط بالضغط النفسي. ويوضح أن بصيلات الشعر تمر بثلاث مراحل: مرحلة النمو (Anagen)، ومرحلة التراجع (Catagen)، ومرحلة الراحة والتساقط (Telogen). عند التعرض لصدمة نفسية أو ضغط شديد، تنتقل البصيلات بسرعة غير طبيعية من مرحلة النمو إلى مرحلة الراحة، فتبدأ موجة تساقط كثيف تظهر بعد شهرين إلى أربعة أشهر من الحدث المجهد. كيف تلعب هرمونات التوتر دور الجاني الخفي؟ يكشف الدكتور محمد أبو حديد أن الجسم في حالات الضغط يفرز كميات مرتفعة من هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، والتي تؤدي إلى: - تضييق الأوعية الدموية المغذية لفروة الرأس - تقليل تدفق الأكسجين والمغذيات للبصيلات - تعطيل الإشارات الهرمونية المسؤولة عن تحفيز نمو الشعر هذه العوامل مجتمعة تضعف دورة نمو الشعر وتؤدي لتساقط ملحوظ. أنواع تساقط الشعر المرتبطة بالإجهاد إلى جانب التساقط الكربي، قد يكون الضغط النفسي محفزًا لظهور أو تفاقم حالات أخرى، منها: - داء الثعلبة (Alopecia Areata): اضطراب مناعي يهاجم البصيلات ويسبب بقعًا صلعاء. - هوس نتف الشعر (Trichotillomania): اضطراب نفسي يدفع المصاب لشد الشعر بشكل قهري. نمط الحياة.. عامل مساند للتساقط يشير الدكتور أبو حديد إلى أن الإجهاد يؤدي غالبًا لاعتماد عادات سلبية مثل: - اضطراب النوم - سوء التغذية - الإفراط في الكافيين وهذه العوامل تتسبب في نقص معادن وفيتامينات أساسية، كالحديد والزنك وفيتامين د، ما يضاعف آثار الإجهاد على الشعر. متى تحتاج لزيارة الطبيب؟ تشير الدراسات إلى أن فقدان حتى 100 شعرة يوميًا طبيعي، لكن إذا تجاوز التساقط هذا الحد أو استمر لأكثر من 6 أشهر، أو ظهر معه احمرار أو بقع خالية من الشعر، يصبح التدخل الطبي ضروريًا لاستبعاد أسباب أخرى مثل اضطراب الغدة الدرقية أو نقص حاد في المغذيات. ويؤكد أبو حديد أن الشعر غالبًا يعود للنمو بمجرد زوال التوتر واستقرار الحالة النفسية، إلا أن تحسن الدورة الكاملة لنمو الشعر قد يستغرق 6 أشهر أو أكثر. وتشمل الخطط العلاجية: - منشطات النمو الموضعية - مكملات غذائية - برامج علاج نفسي وتقنيات إدارة التوتر أسئلة شائعة حول تساقط الشعر كيف أعرف أن تساقط شعري سببه الإجهاد؟ إذا لاحظت تساقطًا كثيفًا منتشرًا بعد 2 - 4 أشهر من التعرض لضغط نفسي أو صدمة عاطفية، فغالبًا هو تساقط كربي مرتبط بالتوتر. هل يعود الشعر للنمو بعد انتهاء المشكلة النفسية؟ نعم، يعود غالبًا للنمو بشكل طبيعي خلال 3 - 6 أشهر، بشرط زوال السبب وتنظيم نمط الحياة. هل يوجد علاج سريع لإيقاف التساقط؟ لا يوجد علاج فوري، لكن السيطرة على التوتر وتحسين النوم والتغذية تسرّع التعافي، إضافة إلى علاجات يحددها الطبيب. هل يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى صلع دائم؟ في معظم الحالات لا، لكن الإجهاد قد يحفز أمراضًا مناعية مثل الثعلبة التي تحتاج علاجًا متخصصًا. هل المكملات الغذائية تعالج تساقط الشعر الناتج عن الضغط؟ تساعد فقط إذا كان هناك نقص في العناصر الغذائية، لكنها ليست علاجًا مستقلًا دون معالجة سبب التوتر.