رأت صحيفة "التلجراف" البريطانية أن احتفالات النصر الجوفاء لحماس وإسرائيل، لا يمكن أن تخفي حقيقة أنهما لم يحققا أهدافهما المعلنة في أطول وأعنف صراع في غزة. وأوضحت الصحيفة في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، اليوم الأربعاء - أن قادة حماس أنهوا استعراضهم للقوة ضد إسرائيل بنشوة التفوق وفى أثناء دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ أعلنت حماس "نصرًا رائعًا" على إسرائيل. وقالت الصحيفة إن الإعلان عن النصر من جانب إسرائيل وحماس كان متوقعًا وأجوف، في نهاية أطول وأدمى صراع بين حماس وإسرائيل والذي دام 50 يومًا من القتال ، وخلف أكثر من 2200 قتيل، فضلا عن إصابة وتشريد الآلاف، لكن الحقيقة هي أن أيا من الجانبين لم يحقق أيا من أهدافه المعلنة. ولفتت إلى أن خالد مشعل الزعيم السياسي لحركة حماس حدد أهدافه في ذروة المواجهة يوم 23 يوليو الماضي ، ومن بينها أن ترفع إسرائيل جميع القيود المفروضة على تدفق السلع والأشخاص من وإلى غزة قبل أن توافق حماس على وقف إطلاق النار، إلى جانب حمل إسرائيل على السماح لحماس ببناء ميناء وإعادة فتح مطار غزة . وقال مشعل "لن نقبل أي مبادرة لا ترفع الحصار المفروض عن شعبنا" كما تعهد بأن يتم رفض أي هدنة لا تلبي شروطه سواء "اليوم" أو "في المستقبل". لكن الآن قبل مشعل وقفا لإطلاق النار لأجل غير مسمى بما يكشف فشله الواضح في الاختبار الذي أقحم نفسه فيه، وبموجب شروط الهدنة التي أقرت بوساطة مصرية، فإن على إسرائيل تخفيف القيود على تدفق السلع الإنسانية ومواد البناء إلى غزة، لكن الصحيفة رأت أن تلك الهدنة لا ترقى إلى رفع الحصار وأنها تمثل عودة إلى الاتفاق الذي أنهى الصراع الأخير في عام 2012 والذي تعتبره حماس أنه فشل في تحسين معيشة السكان في غزة ، وبالنسبة للميناء البحري والمطار فقد تم ببساطة تأجيل مناقشتهما إلى محادثات أخرى. وأشارت التلجراف إلى أن حماس كان يمكنها قبول هذه البنود منذ فترة طويلة في 15 يوليو الماضي، عندما اقترحت مصر هدنة من هذا النوع، ففي ذلك الوقت تعرضت غزة لثمانية أيام من القتال وقتل نحو 200 شخص ، ولكن مشعل ورفاقه سمحوا بمرور 42 يوما أخرى قتل خلالها نحو ألفى فلسطيني آخر قبل الموافقة على اقتراح وقف إطلاق النار الذي ظل مطروحًا منذ تلك الفترة. أما بالنسبة لإسرائيل، فقد حدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهدف الرئيسي لحكومته في يوم 16 يوليو وهو "نزع السلاح في غزة"، ومن الواضح أن هذا الهدف لم يتحقق بعد 50 يومًا من القصف الإسرائيلي، وأن حماس ما زالت تحتفظ بالقدرة على ضرب إسرائيل. وأشارت إلى أنه حتى لحظة بدء وقف إطلاق النار في 7:00 من مساء أمس الثلاثاء ، أطلق مقاتلو حماس 120 صاروخًا على إسرائيل . ونوهت الصحيفة إلى أن مخزون حماس من الصواريخ تم استنزافه بشكل كبير وربما دمرت كل الأنفاق التي تعمل تحت حدود إسرائيل، ولكن البنية التحتية المادية من هذا النوع يمكن إعادة بنائها. ورأت الصحيفة أنه في ختام هذا الصراع الثالث في غزة منذ عام 2008، فإن "التغيير الجوهري الوحيد هو أن 2137 فلسطينيًا آخر لقوا حتفهم كما قتل 70 من الجانب الإسرائيلي".