في 25 مايو الماضي غير الإسبان اسمًا أثار الجدل والاستغراب طوال قرون، لقرية "اقتلوا اليهود" أو Castrillo Matajudíos بإسبانية القرون الوسطى، ولولا هذا الاسم الغريب، لما كان للقرية الوقعة على ضفة نهر صغير مثلها، أي ذكر أو خبر، فهي بالكاد تظهر على خارطة مقاطعة "بورغوس" بأقصى الشمال الإسباني. مساحتها مع المشاعات المعزولة 22 كيلومترًا. أما عدد سكانها، بحسب ما أحصتهم بلديتها قبل 6 سنوات، فكانوا 31 امرأة و33 رجلاً، وأصبحوا في أحدث عدد لهم قبل 4 أشهر 60 فقط، منهم 56 كان لهم حق التصويت على تغيير الاسم، وكانت النتيجة 29 مع و19 ضد، والباقي أوراق بيضاء، وهذه معلومات قرأتها "العربية.نت" في موقع القرية بالإنترنت، وفي تقارير إسبانية تحدثت عن السبب بإطلاق هذا الاسم الغريب على القرية في العام الذي ولدت فيه. حين بنوها في 1623 أرادوا تسميتها "كاسترييو تلة اليهود" وهو Castrillo Mota de Judíos بالإسبانية، إلا أن أحدهم في دائرة تسجيل الاسم بالمقاطعة أخطأ بحرف واحد، فبدلاً من أن يكتب Mota ومعناها "تل" بإسبانية ذلك الزمان، كتب Mata ومعناها "اقتل" فعاشت القرية باسم "اقتل اليهود" طوال 4 قرون، حتى تذكروها وغيّروا اسمها، وبعدها طواها النسيان مجددًا، لكن جديدًا طرأ هذا الأسبوع في فرنسا المجاورة، وأثار الجدل أكثر. الجديد أن مركز "سيمون فيزنتال" المعروف كيهودي ناشط في ملاحقة النازيين بعد الحرب العالمية الثانية من مقره بالولايات المتحدة، اكتشف قبل أيام أن في فرنسا قرية اسمها "الموت لليهود" أيضًا، فأسرع مديره شيمون صامويل وبعث رسالة رسمية إلى الحكومة الفرنسية طلب فيها العمل على تغيير الاسم الذي أطلقوه عليها في القرن الحادي عشر "أو ربما زمن الحملات الصليبية التي أدت في 1306 إلى طرد اليهود من فرنسا"، وفق ما قرأت "العربية.نت" مما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية من الرسالة. وسريعًا قلل مسئولون في بلدية القرية البعيدة جنوبًا 112 كيلومترًا عن باريس، من مخاوف أبداها صامويل في رسالته، ومنها قوله: "إن الزيادة الحالية في التعبير العام والعنيف عن معاداة السامية، تجعلنا قلقين بشأن دوافع الساعين للبقاء بمثل هذا الخطاب" مضيفًا أنه "من الصادم للغاية (أن الاسم) استمر من دون ملاحظة خلال 70 عامًا منذ تحرير فرنسا من النازية" وفق تعبيره. على هذا الكلام ردت ماري- إليزابيث سيكرتد، نائب محافظ قرية La Mort aux Juifs البالغ سكانها 289 نسمة، فقالت: إن "الأمر سخيف.. هذا الاسم كان قائمًا منذ مئات السنين وسيبقى كذلك ما من أحد لديه أي مآخذ على اليهود بالتأكيد، ولست مندهشة من إثارة موضوع اسم القرية مجددًا" طبقًا لما نقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية في معرض إعادتها الذاكرة إلى محاولة سابقة قامت بها جماعات حقوقية في 1992 لتغيير الاسم أيضًا، لكنها لم تفلح. قالت سيكرتد أيضًا: "لماذا سنقوم بتغيير اسم يعود إلى العصور الوسطى، أو حتى أبعد منها؟ يجب علينا احترام هذه الأسماء القديمة". لكنها لم تذكر الأهم الذي أشارت إليه صحف فرنسية، وهو أن معنى الاسم ليس "الموت ليهود" بل المكان "حيث قتل اليهود" في أصله اللغوي، إلا أن موت حرف La من الاسم عبر الزمن، وهو "ال" التعريف بالفرنسية، جعله يبدو كدعوة للقتل. مع ذلك، فتغييره شبه مستحيل، لأن نائبة المحافظ أكدت أن جميع أعضاء المجلس البلدي في القرية مصممون على إبقائه، والمعركة مستمرة.