شهدت مدينة لوديف الفرنسية انطلاق فعاليات الدورة ال17 ل"مهرجان لوديف الدولي للشعر" (16 إلى 20 يوليو 2014)، التي تنعقد بمشاركة حوالي 50 شاعرًا من أكثر من 20 دولة من دول البحر المتوسط، منها مصر التي يمثلها هذا العام الشاعر شريف الشافعي. تدعم مهرجان لوديف لدول البحر المتوسط جهات ومراكز مختلفة، منها "معهد العالم العربي" في باريس، ومنظمة اليونسكو. ويعد أحد أبرز مهرجانات الشعر والإبداع الموسيقي في العالم، التي تعنى بالتواصل الحضاري بين الأمم، والمعرفة الثقافية المتبادلة بين الشعوب. جاء حفل الافتتاح في ميدان عام كبير في قلب المدينة وسط حشد من الحضور، وامتزجت فيه المعزوفات الموسيقية الأوركسترالية والفردية بقصائد 15 شاعرًا تم اختيارهم، ليشاركوا في الإلقاء بالفرنسية وبلغاتهم الأصلية، على ثلاث مجموعات، كل مجموعة خمسة شعراء. وكان ممن اختيروا لحفل الافتتاح ممثل الشعر المصري في المهرجان، الشافعي، الذي أقيم له أيضًا في ثاني أيام المهرجان حفل توقيع لديوانه الصادر باللغتين العربية والفرنسية منذ أيام قليلة عن دار "لارماتان" المرموقة في باريس (L'Harmattan)، بعنوان "هواء جدير بالقراءة"، وقد ترجمته إلى الفرنسية الشاعرة المصرية الفرانكفونية المقيمة في كندا منى لطيف. وفي مكان خلاب، يتبادل الشعراء يوميًّا القراءة أمام أحد جداول الماء، في حين يجلس الحضور وأرجلهم كلها غاطسة في الماء، وخلفهم الأشجار والتلال والجبال الخضراء. وقد قرأ ممثل الشعر المصري في هذا المكان نصًّا بعنوان "الماء فكرة في السماء"، ترجمته الشاعرة الجزائرية سميرة نقروش إلى الفرنسية. وصاحبت الشافعي في لقاء "أرجلهم في الماء" الشاعرة سيمون إنجوانيز من مالطا، كما تصاحبه في لقاءين مقبلين بمكانين آخرين كل من الشاعرة استانكا هراستلج من سلوفينيا، وسامانسا بارندسون من إيطاليا، ويقدم كذلك مداخلة بعنوان "أن تكون شاعرًا اليوم". يكتسب المهرجان خصوصيته من كونه يعقد فعالياته الجماهيرية في الهواء الطلق، في أمكنة مفتوحة، قرب الأنهار، والجبال، وفي الحدائق، والمراعي، وعلى الجسور العتيقة، وفي المقاهي، في أجواء حميمة تلائم الفنون والإبداعات التلقائية الطازجة التي يعرضها المهرجان. وبخلاف الفعاليات الشعرية، يشتمل المهرجان أيضًا على حفلات موسيقية، وغنائية، ومسرحية، فضلاً عن الرقصات، وعروض السيرك. من الدول الأخرى المشاركة في دورة مهرجان لوديف هذا العام: فرنسا، إسبانيا، إيطاليا، اليونان، البرتغال، رومانيا، صربيا، سلوفينيا، قبرص، تركيا، ألبانيا، بلغاريا، مالطة، فلسطين (مروان مخول، ومايا أبو الحيات)، المغرب (محمد العمراوي، وخالد دينيا)، الأردن (هند شوفاني)، الجزائر (ميلود حكيم)، سوريا (حازم العظمة)، تونس (منصف المزغني)، فضلاً عن إيران، التي يمثلها الشاعر والمخرج الشهير عباس كيروستامي، كضيف شرف للمهرجان. وستطبع إدارة مهرجان لوديف "أنطولوجيا" تتضمن قصائد للشعراء المشاركين في دورة هذا العام، مترجمة إلى الفرنسية، ونبذة حياتية عن كل شاعر، وتعريفًا بأبرز أعماله المنشورة، فضلاً عن ملامح مشاركته في مهرجان هذا العام. تتنوع فعاليات مهرجان هذا العام، بين القراءات الشعرية، والحفلات الفنية والموسيقية، والمناقشات واللقاءات المفتوحة، وغيرها، فضلاً عن محور المهرجان، الذي يدور حول "أن تكون شاعرًا اليوم".