فكرة درامية تحمل جرأة كبيرة في تناولها، ومغامرة من صناعها في تقديم هذا النموذج في الوقت الحالي الذي يأتي بعد انتخابات رئاسية من ناحية، إضافة إلى أنها المرة الأولي التي تناقش فيها الدراما نموذج سيدة مصر الأولي بصورة أكبر ترتكز الأحداث عليها بشكل أكبر من الرئيس. "السيدة الأولي" واحد من الأعمال الدرامية التي تحمل فكراً ورؤية مختلفة هذا العام، نجح من خلالها مؤلفه ياسر عبد المجيد بالاشتراك مع شريكه عمرو الشامي في نسج أحداث وقصص مثيرة من خيوط رفيعة لنماذج تشبه شخصيات حقيقة لكن بوقائع بعيدة عنهم تمامًا وإن كان هذا هو التحدي والذكاء الأكبر لصناع العمل. في السطور القادمة يتحدث السيناريست ياسر عبد المجيد عن مسلسله، الذي تلعب بطولته النجمة غادة عبد الرازق، ويروي تفاصيل أكثر عن أحداث العمل التي ستتغير مع مرور الحلقات القادمة وتبتعد عن السياسة إلى حد كبير... - من أين جاءت فكرة تقديم مسلسل عن سيدة مصر الأولى؟ الفكرة من البداية جاءت من الجهة المنتجة، حيث إنهم اشتروا فكرة مسلسل أجنبي، يحمل اسم "السيدة الأولى" من أمريكا اللاتينية، وطلبوا مني أن أقوم بكتابته، وبالفعل أخذت "الفورمات" فقط من فكرة السيدة القوية التي تريد أن تحكم البلاد لكن بصياغة تفاصيل وأحداث مختلفة وبعيدة تمامًا عن العمل أو عن الواقع السياسي المصري. - كيف قمت بصياغة شخصية "السيدة الأولى" أقصد هل قمت بعمل قراءات في شخصيات السيدات السابقات؟ كما ذكرت أخذنا الفكرة فقط، ثم جلسنا جميعًا كفريق عمل وبدأنا نضع مجموعة من التخيلات الشخصية، وللأسف نحن لم يكن لدينا نموذج "السيدة الأولى" كثيرًا لكنى بالفعل عدت إلي هذا النموذج ليس في مصر فقط ولكن في مختلف الدول العربية مثل ليلي طرابلسي، الشيخة موزة، وأسماء الأسد، وعملت قراءات في تاريخهن من حيث التصرفات وغيرها. - أري أنك أخذت من نماذج حقيقة "الصورة الخارجية" فقط من شخصيات موجودة بالفعل لكن صنعت منها تفاصيل مختلفة، مثل نموذج الرئيس الثوري الذي جاء من الشارع في شخصية "هاشم" والتي تتشابه مع حمدين صباحي، أو "مريم" التي تشبه قوة سوزان مبارك في تحريك الأحداث؟ هذا كلام صحيح جدًا فهذه النماذج أو "التيمة" أخذتها بالفعل من الواقع، لكن جميع الأحداث داخل العمل منسوجة من الخيال، ونحاول من خلالها رصد لطموح امرأة تحاول السيطرة على الحكم وأؤكد ثانية أن شخصية "مريم" ليس لها أي علاقة بالحقيقة. - هل كان لنجوم العمل مشاركة أو تدخل في كتابة السيناريو معك أنت وعمرو الشامي؟ المشاركة كانت في حلقات النقاش التي جمعت بيننا وبين نجوم العمل، وهذا أمر طبيعي أن يضيف كل منا شيئًا ويبدي رأيه، ومعنا بالتأكيد المخرج، لأنه في النهاية المسئول الأول والأخير عن العمل. - من وجهة نظرك، هل تستطيع سيدة أن تحكم مصر؟ يضحك قائلاً: هذا تساؤل ستجيب عنه أحداث العمل، وهناك مشهد داخل أحداث العمل رئيس المخابرات يقول فيه ل "مريم" أو "السيدة الأولي" إن الدستور ليس به ما يمنع أن تحكم سيدة مصر. - هل نموذج القوة في "مريم" يشبه "شجرة الدر" في حكمها للبلاد؟ بالتأكيد فالاثنان متشابهان في منطق القوة، و"مريم" ستواجهها صعوبات كبيرة في الأحداث خلال الفترة المقبلة. - تعتقد أن تقديم نموذج السيدة الطموحة التي تصل إلى الحكم أفضل وأكثر جاذبية عن تقديم آخر يتناول صورة سيدة تترشح في الانتخابات الرئاسية؟ أعتقد أنه أوقع وأفضل وأعمق أيضًا، لأنه سيكون هناك تشويق دائم وإثارة في تتبع طموحاتها إلى أين ستصلها عكس نموذج تقليدي ستكون تفاصيله معروفة للجميع. - من أكثر نموذج من "السيدة الأولى" ورئيس أيضًا تراه مؤثرًا في تاريخ مصر؟ للأسف الاختيارات محدودة، وفي رأيي أن الرئيس السادات هو أفضل الرؤساء لأنه قدم شيئًا غير مجري التاريخ كله، وكذلك حرمه السيدة جيهان كانت الأكثر تأثيرًا حتى هذه اللحظة. - كم استغرقت أنت وعمرو في كتابة العمل، وماذا عن عملكم معًا؟ كتبنا المسلسل في 6 أشهر، والحقيقة هناك تفاهم بيني وبين عمرو الشامي في العمل، وسبق وعملنا معًا في مسلسل "فرعون" في العام الماضي، وساعدنا بعض كثيرًا في إنجاز العمل. - ماذا عن ردود أفعال المسلسل خصوصًا وأن بعض النماذج تحاول هجومك على مواقع التواصل الاجتماعي؟ الهجوم من البعض أمر وارد، ولكن الحمد لله ردود الأفعال إلى الآن إيجابية إلى حد كبير. - إلى مدي نجحت غادة عبد الرازق في تجسيد الشخصية؟ إلى حد كبير، غادة فنانة شاطرة ومجتهدة، وتعرف جيدًا الأدوار التي تختارها لتناسبها، والحقيقة هي عملت على تفاصيل شخصية "مريم" جيدًا حتي في أدق تفاصيلها طريقة مشيتها وحركة رأسها وكلامها وغيرها. - ما هي التطورات التي ستشهدها شخصية "مريم" فيما بعد؟ تطورات كثيرة، حيث ستكون هناك مشاكل كثيرة تواجهها في الأحداث المقبلة خصوصًا وأنها لا تريد أن يقوم أحد بالسيطرة على الحكم غيرها كما أن الأحداث المقبلة ستبتعد عن السياسة إلى حد كبير. - طبيعي كما يحمل اسم العمل أنه يناقش حياة "السيدة الأولى" لكن ظهور الرئيس في الأحداث أقل كثيرًا. في بداية الأحداث تتفوق شخصية "مريم" لأن الرئيس في غيبوبة لكن في الحلقات المقبلة سيكون هنك ظهور أكبر لشخصية "هاشم" الرئيس وتطور العلاقة بينهم. - أحداث العمل تسير بطريقة "الفلاش باك" تعتقد أن ذلك وسيلة أفضل للسرد؟ هو نوع مختلف للسرد ويمثل جاذبية للمشاهد لكنه يصلح لموضوعات معينة، وقد يكون من منتصف الأحداث أو بدايتها فهذا يعود لصناع العمل. - كيف تري تطور الكتابة في الدراما هذا العام؟ هناك تطور كبير في المنظومة الدارمية بأكملها، وعلى رأسها السيناريو حيث أصبح لدينا طرق مختلفة لعرض الأحداث، وأصبح لدينا أعمال أكثر أقوي وجاذبية، ولعل هذا يفتح مساحة المنافسة بين الجميع من عام إلى آخر. - ما أفضل الأعمال التي جذبتك لرؤيتها حتي هذه اللحظة؟ السبع وصايا، والحقيقة أن العمل الجماعي بين أبطاله أعطي مذاقًا مختلفًا للعمل، فكل منهم نجح في تجسيد دوره على أكمل وجه.