قال القيادي المنسحب من "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، طارق الملط، إن التحالف "بلا رؤية سياسية" وأن المسئولية الأكبر في فشل التهدئة تقع على السلطة. وأوضح الملط في حواره مع وكالة الأناضول للأنباء، اليوم الخميس، أنه غادر التحالف بعد أشهر من عدم وجود رؤية، وتوصيف خاطئ للصراع باعتباره صراع هوية ودين وليس صراعا سياسيا. وبسؤاله عن سبب انضمامه للتحالف قال انضممت حفاظا على مسار ديمقراطي، ودفاعا عن شرعية دستورية، وطريق ارتضاه المصريون من ديمقراطية عبر الانتخابات، وليس لشخص الرئيس (المعزول) محمد مرسي. وبخصوص فشل التحالف في إتمام التهدئة أكد الملط أنه كان متحدثا باسم الوفد، وشاهد عيان، وبأمانة شديدة، فإن التحالف ليس هو المسؤول عن فشل اتفاقية التهدئة، وتقع المسؤولية بالشكل الأكبر على السلطة التي كانت لديها قدرة على إمضاء التهدئة. إلى جانب أن التحالف رفض مبادرات التهدئة، لأنها لم تشمل عودة الرئيس مرسي، مع أنها كانت مبادرة تهدئة وليست حوارا على وجود مرسي من عدمه، وكانت تنص على تهدئة المسيرات وتقليل أعداد المعتصمين في مقابل الإفراج عن المعتقلين، وبشكل أولي الكتاتني وماضي، على أساس أنهم يستطيعون أن يديروا حوارا سياسيا وتفاوضا بين الطرفين. وعن تقييمه لأداء التحالف على مدار عام قال: "التحالف كانت بدايته مبشرة، لكن للأسف، سرعان ما تحول أداؤه إلى خطابات حنجورية، وأصبح يتحرك بعقول ليس لديها رؤية سياسية، وهذا سبب مشاكلي مع حزب الوسط، الذي أصررت في اجتماعه يوم 19 اغسطس الماضي، على إقرار الواقع بمنتهى الأمانة، وطرح حلول منها حوار مباشر مع السلطة لكن دون فائدة". وأضاف الملط التحالف صار منفصلا عن الواقع تماما، ويعيش في بوتقة لا يرى فيها إلا نفسه، ويبني مواقفه على أن مصر كلها مع حراكهم، ومع احترامنا لهذا الحراك، لكنه في الواقع يلقى بخيرة شباب مصر للتهلكة.