أعلن المهندس طارق الملط من عضوية الهيئة العليا بحزب الوسط، استقالته من حزب الوسط والتى أرجعها إلى –ما أسماه- انحراف الحزب عن مبادئه الوسطية. وقال الملط -في استقالته والتى حصلت "التحرير" على صورة منها - إنه يشعر بالحسرة لما صارت إليه الأمور داخل الحزب، من انحراف تام عن منهج وبرنامج ومبادئه الوسطية التى بنى قواعده عليها. وكان من اهم اسباب الاستقالة إيقاف الملط من عضوية الوسط لمدة عام، بسبب تصريحاته التي لم تتوافق مع رؤية الحزب، آنذاك نهاية العام الماضي، قبل تقديم استقالته صباح أمس الاثنين. وجاء نص الاستقالة، كالتالى: الإخوة والأخوات الكرام / أعضاء الهيئة العليا لحزب الوسط السيد المحترم / أمين عام الحزب والقائم بأعمال رئيس الحزب بقلب يعتصره الألم.. وبمشاعر فياضة بالحزن والحسرة..على ما صارت إليه الأمور داخل حزب الوسط ..من انحراف تام..عن منهج وبرنامج ومبادئ الحزب، التى عبر عنها فى برامجه طوال 16عاما..منذ محاولة تأسيسه الأولى فى عام 1996 ، والتى يأتي على رأسها ...تقديم المصلحة الوطنية على أى مصلحة أخرى ، قبول الآخر المختلف مع أفكاري ..والتأكيد على التعددية السياسية ، وضرورة فتح قنوات الحوار والتواصل مع الأخر وبناء الجسور بين التيارات السياسية المختلفة ، والإيمان بضرورة وحتمية المشاركة للجميع وعدم الإقصاء ...من أجل مصلحة المجموع. وكان حزب الوسط الذى شرفت بأن أحرر أول توكيل لوكيل مؤسسيه المهندس / أبو العلا ماضى فى عام 1998 مثالا للمشروع الحضاري الإسلامي.. فى نسخته السياسية البحتة.. التى أكدت على فصل الوظيفة الدعوية عن الوظيفة السياسية ، وعلى رفض العمل السرى والإصرار على الحصول على ترخيص للحزب من الجهات الرسمية رغم فسادها واستبدادها حينها...ولكنها كانت رسالة حزب الوسط للجميع ...نحن سنعمل بشكل سياسى احترافي من خلال القنوات الرسمية بمنتهى الشفافية ...عن قناعة بضرورة التعامل مع الواقع كما هو ...لا كما نود أن يكون. وظل حزب الوسط هو البوتقة الجامعة.. لكل التيارات السياسية المعارضة لنظام حكم مبارك ..بدءا من تأسيس حركة كفاية فى منزل أبو العلا ماضى ..مرورا بكتابة عصام سلطان لبيان تأسيس الجمعية الوطنية للتغيير بجوار الدكتور محمد البرادعى وصولا لشرف المشاركة فى ثورة 25يناير 2011 والتى نجحت فى إزاحة رئيس الدولة الذى جثم على صدر مصر 30عاما فى 11فبراير 2011. لم يكن الوسط يوما من الأيام...تابعا لأحد ولا لكيان أو تنظيم ..بل كان دائما مستقلا فى قراراته وفق قناعاته ومبادئه ، ولم تكن الأمور تدار داخل الوسط إلا بطريقة شفافة من خلال هياكله التنظيمية المختلفة ، وكانت..بوصلة الوسط.. دائما عند الاختلافات بين الآراء ..هى المصلحة الوطنية فقط ...وأي الآراء والمواقف هو الأقرب لتحقيقها ..كان يحظى بموافقة الأغلبية فى الهيئة العليا ويتم تنفيذه ولكن وللأسف...بعد تغييب السلطة الباطشة..لرئيس الحزب ونائبه للشئون السياسية بالاعتقال فى يوليو 2013 ... بدأت أزمة الحزب تتضح بجلاء...وهى افتقاده للقيادات التى تحمل رؤية وخبرات سياسية ...حقيقية واقعية...وليس شعارات حنجورية ، وبالتالى بدأت الاختلافات فى وجهات النظر تتسع بين أعضاء الهيئة العليا ...بل وبين أعضاء المكتب السياسى ، فانقسموا إلى فريقين ...أحدهما يحاول قراءة الواقع بشكل واقعى ويريد أن يبادر بطرح رؤى سياسية ويفتح قنوات للحوار والتواصل مع الأطراف الأخرى ..ممثلة فى السلطة أو مؤيديها..للوصول الى حلول سياسية من شأنها حقن دماء المصريين جميعا (متظاهرين أو أفراد جيش وشرطة).. وإحداث التهدئة والعودة للمشاركة فى العملية السياسية ، وفريق آخر يرى مصلحته فى بقاء الحزب كجنين ملتصق بجماعة الإخوان المسلمين من خلال تواجده فى تحالف دعم الشرعية ، وهذا الفريق ..رفض كل محاولات الفريق الآخر.. لإعادة تقييم موقف التحالف وإدارته للأزمة من 3يوليو وحتى فض الاعتصامات وما بعدها ...للوقوف على الفرص والتحديات وأماكن القوة والضعف فى أداء التحالف لاتخاذ قرار الاستمرار فى التحالف أم تركه. ثم قام هذا الفريق المرتمى فى أحضان التحالف ..والأشبه بالتنظيم الحديدى.. داخل حزب الوسط..بإدارة الحزب وفقا لأهواء..قلة من قياداته.. التى لها مصالح شخصية فى الارتماء فى أحضان الإخوان ..طمعا فى أن يحملوهم إلى البرلمان القادم ، وقاموا بإقصاء أعضاء الفريق الذى يحمل مبادئ ومشروع الوسط الحقيقى ، لأنهم لم يرضخوا لهم ، وفى سبيل ذلك قاموا بالعديد من المخالفات الإجرائية التى وصلت الى اللعب فى محاضر الهيئة العليا ، والإدعاء بأمور لم تحدث ، وتشويه ممنهج لسمعة زملائهم بالباطل لدى شباب الحزب الذين هم ثروته الحقيقية ومستقبله ، وصولا لإقصائهم بقرارات باطلة مطعون عليها من قانونيون زملاء فى الهيئة العليا للحزب ورفض التماسهم لتصحيح الخطأ ومراجعة القرارات الظالمة وبناءا على ما سبق،،، وغيره كثير لا أود الخوض فيه ..فقد تيقن لدىّ ..أن هذه القلة من القيادات...تصر على الانحراف بالحزب تجاه اليمين المتشدد...بديلا لموقعه الاستراتيجي التاريخى..الوسط.. الذى كان الجسر بين التيارات السياسية جميعا ،وكان انحيازه لمصر وشعبها فقط،وكان دائما محافظا على الدولة الوطنية ومؤسساتها. فإنى أتقدم لحضراتكم بإستقالتى المسببة من حزب الوسط...وأعتقد أنها..الاستقالة الواجبة ..على أن أظل حاملا كفرد...مشروعى السياسى...المشروع الحضارى الاسلامى. أدعوا الله أن يهدينى وإياكم الى الحق، وينير لنا طريق النجاة بالوطن . م/ طارق الملط عضو المكتب السياسى والهيئة العليا للحزب-عضو مجلس الشورى سابقا