هشام الصافورى موجة شديدة من الانتقادات تعرض لها المهندس طارق الملط، عضو الهيئة العليا لحزب الوسط من شباب الحزب بسسبب ما وصفوه بتراجعه عن تأييد الشرعية وتخاذله عن الخروج فى مظاهرات التحالف الوطنى لدعم الشرعية وكتاباته الدائمة عن ضرورة تغيير الإستراتيجية فى مناهضة الانقلاب ووجوب الدخول فى حوارات مع السلطة للوصول إلى حلول سياسية. لكن الملط سرعان ما نفى هذه الاتهامات عن نفسه، مؤكدا عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى « فيس بوك « أنه لم يغير رأيه فى توصيف ما حدث فى 3 يوليو.. ولكنه مع إعادة النظر فى طريقة التعامل معه، وأنه لو كان الخلاف على المبدأ فى توصيف ما حدث فى 3يوليو، هل هو انقلاب عسكرى أم لا؟ يصح ساعتها السؤال عن سبب التغيير، معتبرا أن كتاباته واضحة وأنه لا تغيير فى توصيف ما حدث من حيث المبدأ . وحول موقفه من المطالبة بعودة الشرعية الدستورية، أشار الملط إلى أن هناك أولويات وهناك إعادة تقييم للمواقف طبقا لتغير الواقع على الأرض، وأنه عندما قال فى رابعة إن القضية ليست تحزبا لشخص وإنما لشرعية دستورية، كان الواقع على الأرض أن هناك 17معتقلا فقط أو أقل وليس عشرين ألفا، وكان عمل التحالف إيجابيا يمثل ورقة ضغط، وكان من ثمرتها حينها أن الاتصالات كانت مستمرة ومتكررة من قيادات بالمجلس العسكرى بقيادات من التحالف للتوصل إلى حل سياسى وتهدئة الأوضاع، ثم بعد ذلك جاءت الوفود الأجنبية مثل نائب وزير الخارجية الأمريكى، وبرناندينو ليون، مساعد كاترين آشتون مفوضة الاتحاد الأوروبى، وعرضت اتفاقية للتهدئة، وكان ضمن وفد التحالف الذى تقابل معهم، وكان الطرف الآخر فى السلطة الدكتور محمد البرادعى، فكل هذا كان مناخا جيدا للوصول إلى تفاوض يحقق أعلى مصلحة ممكنة للطرفين ولكن الجهود باءت بالفشل لتعنت الجانبين!! وتابع الملط: بعد توالى الأحداث الدامية وسقوط الشهداء فى الحرس وفى المنصة وفى رمسيس، وسقوط الشهيد أحمد الشهاوى عضو الوسط وابن محافظة الإسماعيلية، كنت دائم الحديث مع التحالف على ضرورة قبول التهدئة حقنا للدماء وتحاشيا لفض الاعتصامات بالقوة، ولكن لا حياة لمن تنادى، وكانوا يتباهون بأنهم لا يردون على اتصالات المجلس العسكرى المتكررة، وهذا من سوء تقدير الموقف وانعدام الرؤية. وشدد الملط على أن فض الاعتصامات فى رابعة والنهضة بمنتهى الوحشية وسقوط مئات الشهداء وآلاف المصابين وتعرضهم لإطلاق رصاص حى وسقوط شهداء جدد فى ميدان مصطفى محمود، وما حدث في المسيرة التى خرجت من مسجد المحروسة إلى مسجد الفتح ومحاصرة المسيرة وفتح النيران عليهم من كل مكان عند وكالة البلح، ومحاصرتهم على كوبرى أكتوبر، واضطرارهم للنزول فى السبتية، ليتلقفهم البلطجية ويهينون مصريتهم، بأن أجلسوهم على الأرض، ثم إجبارهم على رفع أيديهم كما لو كانوا أسرى لإسرائيل، وسقوط مئات الشهداء والجرحى فى هذا اليوم، كل ذلك كان مدعاة للوقفة مع النفس ومع مصلحة الوطن التى يجب أن تقدم على أى مصلحة أخري . وقال الملط: نحن الآن نواجه سلطة لا تتورع عن القتل بالرصاص الحى، ومعها جزء كبير من الشعب، بالحق أو بالباطل أصبح يرفض المظاهرات ويبارك آلة القتل فى المتظاهرين، وبالتالى فقدنا تعاطف الشعب مع قضيتنا، وأمامنا جيش الدولة، متسائلا: إلى أين نحن ذاهبون؟ وأضاف: منذ ذلك التاريخ لم أشارك فى أى مظاهرة، وكتبت رؤيتى ووجوب تغيير الإستيراتيجية فى مناهضة الانقلاب ووجوب الدخول فى حوارات مع السلطة للوصول إلى حلول سياسية، وبالتالى ما أكتبه الآن ليس جديدا وتمت مناقشته ويعلمه الجميع.