كلنا شاهد عبرالتليفزيون والمحطات الفضائية لقطات اعتداء جماهير الترجي التونسي على أحد رجال الدفاع المدنى خلال مباراة الأحد الماضي بين الترجي والأهلي باستاد القاهرة إلا أن أحدا لم يتوقف كثيرا عند الشخص الذي وثق تلك المشاهد، والتي أصبحت بعد ذلك دليل إدانة ضد المقبوض عليهم من مشاغبي الترجي، وبالبحث والتحري علمنا أنها السيدة بسمة السيد المخرجة بقناة النيل الرياضية بقطاع القنوات المتخصصة بالتليفزيون. تحدثت بسمة إلى "بوابة الأهرام" عن تفاصيل رصد هذا الحدث المثير والمؤلم في ذات الوقت وقالت إن دورها كمخرجة هو رصد أجواء أي مباراة قبل بدايتها وعمل تقارير مصورة عن الجماهير والاستعدادات للمباراة على أن تتوقف عن التصوير والبث خلال مدة المباراة ويتولى فريق آخر نقل الحدث، ثم تعود هي بكاميراتها ومصوريها لرصد الأجواء بعد انتهاء المباراة،و يوم مباراة الأهلي والترجي حضرت بمصوريها إلى استاد القاهرة في تمام الثانية عشرة ظهرا وسجلت مع الجماهير المصرية والتونسية وكان الوضع على يبدو طيبا والهدوء يسود المشهد والأمن يتعامل برقي مع جماهير تونس قبل جماهير الأهلي، وبمجرد غلق باب الاستاد والاستعداد لبدء المباراة فوجئنا ونحن نرصد الأجواء بين الجماهير بمجموعة من جماهير الترجي يرفعون صورة لشرطي وتحت قدميه تظهر يدين لشخص يستغيث،ورددوا أن هذا هو البوليس، وحينما نظر إليهم رجال الأمن الموجودين بالقرب من مقاعدهم فإذا بهم يرفعون علم إنجلترا ولوحة كبيرة مكتوب عليها الحرية لحليم، ولما تدخل رجال الأمن واستفسروا عن الأمر رفضوا الإفصاح عن ما يقصدونه فاستدعى رجال الأمن مراقب المباراة وأخبروه بما حدث وطلبوا منه اتخاذ إجراء فقام مراقب المباراة بإثبات حالة بما شاهده وطلب من جماهير الترجي إنزال تلك الصورة واللوحة وانزلوها بعد محاولات مضنية. وأكملت قائلةأنه عندما بدأت المباراةكان يفترض بها أن تقوم بغلق كاميراتها إلا أنها حينما استشعرت أن شيء ما سيحدث طالبت بإطفاء جميع الكاميرات إلا الكاميرا المثبتة على جماهير الترجي، وبالفعل حدثت مشادات بين جماهير الترجي والشرطة بين الشوطين، وبدأ الشوط الثاني وحينما أحرز الأهلي هدفه الثاني احتدم الأمر وبدأت جماهير الترجي تشعل الشماريخ ولما حاول رجال الأمن منعم اشتبكوا معهم وبدأت جماهير تونس في إحراق مقاعد الاستاد وحينما حاول جندي الحماية المدنية إطفاء الحريق ضربوه وطرحوه أرضا وحينما حاول زميله إنقاذه من أيديهم ضربوه هو الآخر، بكل قوة وقسوة. وأوضحت أن ما أذيع على القناة الثانية وقناة الجزيرة لقطة واحدة لاعتداء الجماهير على جندي الحماية المدنية بينما انفردت قناة النيل الرياضية بإذاعة تفاصيل شغب جماهير الترجي كاملة من الكاميرا التي كانت مثبتة على جماهير الترجي بينما كان مخرج المباراة على القناة الثانية يركز على الملعب فقط. وأشارت إلى أن كل اللقطات التي أذيعت بعد المباراة على كل القنوات الفضائية عن اعتداءات جماهير الترجي هي من صنع يديها، و لم تأت صدفة بل بحكم خبرتها مؤكدة أنها حين رأت جماهير الترجي مخمورة توقعت حدوث شىء ماولذا قامت بتثبيت الكاميرا عليهم. وأكدت أن المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون منذ توليه هذا المنصب ورؤيته لشغلها وهو يطلبها بالاسم لتغطية أجواء المباريات المهمة لتميزها في رصد أعمال الشغب، والنيابة باتت تعتمد على شرائطها في التحقيقات، وبالفعل نتج عن تلك الشرائط التعرف على 3 من جماهير الترجي المتهمين في أعمال الشغب والقبض عليهم قبل مغادرتهم للقاهرة.