قال سكان إن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي صعدت قصفها لبلدة زوارة الصغيرة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، اليوم الإثنين وهاجمت حتى المنازل الخاصة مما دفع الأهالي للفرار طلبا للسلامة. وشن الموالون للقذافي هجومهم سعيا لاستعادة واحدة من آخر معاقل المعارضين في غرب ليبيا في وقت سابق اليوم.. وزوارة بلدة ساحلية تطل على البحر المتوسط ويقطنها 40 ألف نسمة وتقع على بعد نحو 120 كيلو مترا غربي العاصمة طرابلس وهي قريبة من الحدود مع تونس. وقال مقاتل يدعى أبو زيد: "لقد هاجموا الآن.. إنه هجوم قوي وهم يقصفون كل شيء في البلدة بما في ذلك المنازل.. نحن ندافع عن أنفسنا ولكن لا يمكننا الصمود طويلا.. لا توجد أسلحة كافية.. الوضع سيئ للغاية هنا الآن. وفي وقت سابق قال طارق عبد الله وهو أحد السكان في حديث هاتفي إن قوات القذافي تتقدم من جهة الشرق والغرب والجنوب، ويطلقون قذائف المدفعية، والمحلات مغلقة والناس خائفون.. ولا توجد حياة في زوارة الآن.. ولا أعتقد أننا سنصمد لفترة طويلة لأن عددنا ليس كبيرا لكن مقاتلي المعارضة ذهبوا ليحاولوا الدفاع عن البلدة في كل الأحوال". وقال ساكن آخر يدعى وليد: "نحن مختبئون في منازلنا.. ونحن خائفون جدا.. كيف يفعلون هذا بنا؟ نحن ليبيون مثلهم. وقال أبو زيد إن مسلحا قتل وأصيب كثيرون.. وأضاف: "جاءوا في عربات عسكرية وبدأوا في إطلاق النار علينا، لا نملك أسلحة ونقاتل بما نجده هنا.. الله أعلم بما سيحدث لنا". وأفادت تقارير بوقوع قتال في زوارة في بداية الانتفاضة الشهر الماضي لكن منذ ذلك الحين لم ترد أنباء من البلدة. وفي وقت لاحق، قال مقيم إن دبابات القذافي تدخل زوارة وتخوض قتالا خلال تقدمها باتجاه وسط البلدة. وقبلها قال تليفزيون العربية اليو،م إن أربعة أشخاص قتلوا في زوارة ولم يذكر مزيدا من التفاصيل في تقريره المقتضب، ولم يوضح هوية القتلى. كانت قوات القذافي قد فقدت السيطرة في بادئ الأمر على مناطق كثيرة من البلاد لكن القوة العسكرية رجحت كفة القذافي خلال الأسبوع الأخير. وألحقت قوات القذافي الهزيمة بالمعارضين المسلحين في الزاوية الواقعة على بعد 50 كيلو مترا غربي طرابلس ودفعت المحتجين شرقا بعيدا عن بلدتي راس لانوف والبريقة النفطيتين. والمدينة الكبيرة الوحيدة التي مازال المحتجون يسيطرون عليها في الغرب هي مصراتة الواقعة على بعد 200 كيلو متر شرقي العاصمة طرابلس. وقال محتجون وسكان في المدينة إن هجوما على المدينة صده جنود منشقون في صفوف القوات الحكومية. وقال محمد وهو من سكان مصراتة لرويترز عبر الهاتف: "توقف القتال الآن.. سمعنا أصوات خمس قذائف في وقت مبكر اليوم بعد قتال عنيف أثناء الليل لكنه توقف الآن. "لسنا متأكدين من سبب توقفه.. ربما تعبوا أو ربما انتصر فريق على الآخر.. الأمور غير واضحة". ونفت الحكومة الليبية هذه التقارير التي لم يتسن التأكد منها بشكل مستقل لأن السلطات الليبية لا تسمح للصحفيين بدخول المدينة.