استقبل عبد الفتاح السيسي المرشح لرئاسة الجمهورية، وفداً إعلامياً إفريقياً اليوم الثلاثاء، يضم ممثلين لدول السودان وإثيوبيا وأوغندا وكينيا وبوروندى، فى إطار التواصل مع وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، والنقاش حول مستقبل مصر والقارة الإفريقية خلال الفترة المقبلة. وأعرب السيسي فى بداية اللقاء عن سعادته بالتواصل مع الوفد الإعلامي الإفريقي، وأكد على ضرورة معرفة دول إفريقيا حقيقة الوضع فى مصر خلال الوقت الراهن، موضحًا أن المرحلة الانتقالية تسير بنجاح، فلقد أنجز المصريون استحقاق الدستور، وهم الآن بصدد الإعداد للانتخابات الرئاسية، كاشفا أن هذه الاستحقاقات تتم فى ظروف أمنية بالغة الصعوبة، فى ظل العنف المستمر من العناصر الإرهابية، ومحاولات استهداف الأجهزة الأمنية. وأوضح السيسى، أن مكافحة أعمال العنف والإرهاب فى مصر، تحتاج إلى المزيد من الوقت، على الرغم من أن أجهزة الدولة تبذل جهودا مضنية فى سبيل استعادة الأمن والاستقرار فى البلاد. وأوضح السيسى أن جوهر وفلسفة البرنامج الانتخابي، يرتكز على مفهوم جديد، وهو ألا يكون الرئيس والحكومة فقط هم من يتحملون مسئولية بناء الوطن، ولكن يجب أن يكون الشعب المصرى بأكلمه جزءا من هذا المشروع، وعلى الجميع أن يصطفوا لتحقيق هذا الهدف، فيجب أن يكون هناك تواصل دائم بين القيادات والشعب، فيما يتعلق بالتحديات التى تواجه الدولة ووسائل مجابهتها، وذلك لن يتم إلا إذا تمتعت القيادة بالشفافية والمصداقية، والنزاهة حتى تصدقها الناس. وتحدث عن تصوره للعلاقات المصرية الإفريقية، مؤكدا أن توجه مصر فى المرحلة القادمة سيكون كبير وعميق تجاه إفريقيا، ولابد أن يكون هناك تعاون وتنمية واستقرار مع الأشقاء والأصدقاء الأفارقة، فالعلاقات بين دول فى ظروفنا تحتاج أن يكون هناك تعاون لتحقيق الاستقرار والتنمية، فالجهود التى تبذل لتحقيق التفاعل السلبى، يجب أن تتحول إلى جهود لتحقيق التعاون المشترك، والفهم العميق بأن مصالحنا لا تتعارض أو تتقاطع، وهذا يمكن أن يحقق للدول الإفريقية الكثير دون أن يؤثر سلبا على مصالح كل دولة على حدة". وذكر السيسي أن المرحلة المقبلة يجب أن تشهد تفهمات وعلاقات أكثر عمقا وإقترابا وتعاونا مع الأشقاء الأفارقة، وتراعى ضرورة البحث عن نقاط التعاون المشترك قبل البحث عن نقاط الخلاف، وهذا كله لن يتحقق إلا إذا وجدت الثقة، وحسن النوايا والصبر فى التعاون البينى. وفى رده على سؤال حول العلاقات مع دولة إثيوبيا، أكد المشير السيسي أنه يجب أن يكون هناك فهم مشترك للمصالح بين كلتا الدولتين، موضحا أن هناك تفهم مصرى للرغبة الإثيوبية فى التنمية، إلا أنه أكد ضرورة تفهم الجانب الإثيوبى أن هناك 90 مليون مصرى يعيشون على مياه النيل التى تعتبر بالنسبة لهم مسألة حياة، ولو تم إدراك هذا الموقف، سوف نحقق الكثير ونساعد بعضنا البعض. وقال المشير عبد الفتاح السيسى إن قرار الاتحاد الإفريقى بتعليق أنشطة مصر كان له أثر سلبي فى نفوس المصريين، ولا يليق بمكانة مصر الإقليمية والدولية، مؤكدا أن ما حدث فى 30 يونيو، كان تحقيقا لإرادة الشعب المصرى، وحماية لإرادته فى التغيير، داعيا الوفد الإعلامى الأفريقى إلى ضرورة نقل الصورة الحقيقية عن مصر لكافة الدول الإفريقية الشقيقة والصديقة. من جانبهم شكر الوفد الإفريقى عبد الفتاح السيسي على حسن استقبالهم فى مصر، وإتاحة الوقت المناسب له، على الرغم من انشغاله بالحملة الانتخابية، مؤكدين أن شخصية السيسي كبيرة على المستوى الاقليمى والدولى، ومعروف لدى كل الأفارقة، نظرا للشخصية الكارزمية التى يتمتع بها، واعربوا عن تقديرهم للوطنية والشجاعة التى أظهرها تجاه بلده.