بالرغم من أنه الألبوم الأول لها، إلا أنها استطاعت تخطف به قلوب مستميعها من فئات عمرية مختلفة، ليس لكونها مجرد صوت خفيف و"مهضوم" على الأذن، لكنها أيضاً كانت أكثر حرصاً في اختياراتها لألبومها الأول لتخلق نفسها مساحة غنائية كبيرة ومنطقة مختلفة لا ينافسها فيها أحد. دنيا سمير غانم، البنوتة التي ولدت موهبتها منذ ما يقرب من 10 سنوات، عندما ظهرت مع الفنان الكبير يحيي الفخراني ضمن مسلسله "للعدالة وجوه كثيرة"، الذي كان بوابة الظهور الأولي لها، لترسم دنيا بعد ذلك مساراً مختلفاً لنفسها في مجال التمثيل، يغاير المسار الذى سلكه والداها طوال مشوارهم الفني. فخلال رحلتها الفنية، لم تتعمد دنيا التركيز على نوع معين في الأدوار التى تقدمها، كتقديمها الكوميديا أو الدراما، فقد كان مشوارها منوعاً في كل دور وآخر، سواء في السينما أو التلفزيون. القاعدة الجماهيرية الكبيرة التى خلقتها دنيا لنفسها، إضافة إلى تمتعها بجماهرية عريضة، يتمثل في الديو المميز الذى كونته مع شريك نجاحها الفنان أحمد مكي، حتى إن الكثيرين أصبحوا يعتادون ظهورهم معاً، ويتمنون أن يكونوا دوماً مع بعضهم في كل الأعمال التي يقدمونها، ويبدو أن حالة التفاهم والكيمياء الخاصة التي جمعت بين النجمين كانت سبباً في زيادة شهرتم وحب الجمهور لهم. الاختبار الحقيقي ل دنيا، كان في تقديمها مجموعة من الشخصيات المختلفة كما في فيلم "طير أنت" فليس من السهل على أي فنان أن يقدم أكثر من شخصية في إطار فيلم سينمائي، حيث حافظت دنيا على أدائها ونبرة صوتها في كل شخصية من التي تقدمها، لتكسب بهذا العمل شهرة ومحبة من قاعدة كبيرة من جمهورها ومحبيها. ازدادت جماهرية دنيا بعد تقديمها لشخصية "هدية" ضمن سلسلة أجزاء مسلسل "الكبير قوي"، وهو مرحلة أخرى من الاختبارات الصعبة ضمن مشوارها الفني، حيث إتقانها للهجة الصعيدية بإجادة وتميز، دون أن تقع في الأخطاء التي اعتاد أن يقع فيها كبار النجوم. تأتي تجربتها المميزة في إصدار أول ألبوم غنائي لها، والذي يحمل تنويعاً على كل المستويات، بداية من اختيارها لطرح أغانيها عبر الإنترنت، وإن كانت تجربتها وما حققته من نسب مشاهدة عالية قد شجعت بعض النجوم الكبار على تكرار الأمر، مثلما فعلت شيرين عبد الوهاب في ألبومها الأخير "أنا كتير" هذا مروراً بانتقائها لنوعية كلمات مختلفة ومميزة مع ألحان سريعة وجذابة، لتتمكن من خلق مساحة مفقودة في الوسط الفني وهي "منطقة البنانيت" أو أصحاب الفئات العمرية ما بين سن ال "16-35" تحديداً، وقد يكون ذلك دليلا على ذكائها في تقديم أغان سريعة وسهلة على هذه الفئة العمرية، بل تتعمق في حالاتهم النفسية والعاطفية إلى حد كبير. ومن بين هذه الأغاني "واحدة تانية خالص" وهى نفس عنوان أغنية الألبوم الخاص بها، والتى تتحدث فيها عن "بنوتة" أصبحت شخصية مختلفة ومطيعة لترضي حبيبها، ورغم الهجوم والجدل الذي أحدثته الأغنية في البداية نظراً لأن البعض رأي أن هناك تراجعا بكلمات هذه الأغنية في شخصية الفتاة المصرية لكنها في الوقت ذاته حققت نسب مشاهدة وتحميل مع استخدامها "كرينج تون" على كثير من الموبايلات. لتقلب دنيا الموازيين بعد إصدارها ل ثانى أغنيها بعنوان "قصة شتا"، تلك الأغنية التي رأي الجميع أنها تمثل حالة شخصية له، وتخطت نسبة الاستماع إليها بعد يومين من طرحها حاجز ال 2 مليون. وتوالت أغاني دنيا بعد ذلك لتقدم لوناً خفيفاً مثل "الواد اللو" التي تتشابه كثير مع إحدى الشخصيات التي قدمتها في فيلم "طير أنت"، حيث انتقادها في كلمات الأغنية لشخصية "الولد الكيوت صاحب الوشم والتاتو". وهناك أغان أخري في ألبوم دنيا تحمل فكراً مختلفاً مثل فرق السن، والوقت بيسرقنا، شاغلين بالكو ليه، وأنا وأنت لبعض، والتي قدمتها وصورتها خصيصاً لفرحها، وقد تكون تجربة مختلفة من فنانة تقدم أغنية خاصة بيوم زفافها. الشهرة والنجاح التي اكتسبتها دنيا خلال الفترة الماضية منذ بداية طرح أغانيها على مواقع اليوتيوب والتواصل الاجتماعي، والمحطات الإذاعية، تضاعف ما حققته خلال مشوارها الفني، وتكمل صورة حقيقية لوجه فنانة شاملة، يمكن إخراج طاقات مختلفة ومتعددة منها خلال الفترة المقبلة.