واجهت صناعة الدواجن خلال الفترة الماضية مجموعة من العقبات التي يصعب معها تحقيق النتائج المرجوة من الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، الأمر الذي يؤثر على ربحية المربين، ويؤدي لتقليص الاستثمارات في هذا المجال الذي يمثل ركيزة أساسية لتوفير احتياجات المستهلك المصري من البروتين الحيواني وتحقيق التوازن في أسعار اللحوم الحمراء. وتمثلت هذه العقبات في الارتفاع الشديد في أسعار مكونات الأعلاف، ومخاطر انتشار بعض الأمراض التي تهدد الثروة "الداجنة" خاصة في مراحل الإنتاج. وقررت إحدي شركات الأعلاف القيام بجولة في أربع محافظات هي الشرقية والمنوفية والغربية والقليوبية، لتوعية المربين بأحدث الإجراءات المتبعة في رعاية الدواجن وتغذيتها وحمايتها من الأمراض والأوبئة المنتشرة. استهدفت الجولة أكثر من 250 من مربي الدواجن البياضة، والذين يتواجدون بكثرة في هذه المحافظات كمرحلة أولى، وذلك لمساعدتهم في تحقيق الاستفادة المثلى من قطعان الدواجن التي يربونها من خلال تقديم حلول مبتكرة لرفع مستويات الإنتاجية، وتحسين الحالة الصحية للقطعان، وتوفير التغذية المناسبة والتوعية بطرق حمايتها من الأمراض المختلفة. ولأن منظومة التغذية هي الركيزة الأساسية في تحسين إنتاجية قطعان الدواجن، لأنها ترفع قدرة الطائر المناعية وتعظم الاستفادة من قدرته الوراثية، فقد ساهمت الجولة بشكل أكبر في تطوير منظومة تغذية قطعان الدواجن، وحماية المربين من الخسائر التي يتعرضون لها نتيجة التحديات المرتبطة بتوفير الاحتياجات الغذائية المتكاملة بالنسب الصحيحة، بما في ذلك الأحماض الأمينية والأملاح المعدنية والفيتامينات لمرحلتي التربية والإنتاج، حيث تختلف احتياجات الطائر الغذائية في كلا المرحلين. وقال الدكتور مازن الشريف، المدير التجاري والفني المساعد بإحدى شركات الأعلاف، يستطيع المربي الاعتماد على "كاملة" بجانب المكونات الكبيرة للأعلاف مثل الذرة والصويا كمكونات أساسية لتصنيع أعلاف دواجن البياض التجاري، مما يؤدي لخفض تكاليف إنتاج الأعلاف اللازمة للنمو الصحي لهذه القطعان. وقال الدكتور محمد التوني، أستاذ تغذية الحيوان بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، إنه تم تقديم مجموعة من أهم الإرشادات العلمية الخاصة بتغذية الدواجن. وأتاحت الجولة فرصة ثمينة لإجراء العديد من المناقشات المتعلقة بتربية الدواجن، والتي تناولت التحديات التي تواجه المربين وكيفية التغلب عليها بما في ذلك التركيز على تطبيق أحدث سبل وممارسات الحظر الوقائي للمزارع لتقليل احتمالية انتشار الأمراض والأوبئة.
