رأت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية أن ما تعتبره الاستبداد المتزايد الذي تتسم به سياسة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، يفقده التواصل مع الناخبين، وقد يودي بمستقبل دولته. وقالت- في مستهل تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني السبت- إن على أردوغان أن يوجه الشكر إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث إن تصدر هجوم روسيا على شبه جزيرة القرم الأوكرانية، المشهد في عناوين الصحف العالمية لأسابيع، أنقذ أردوغان من عتاب دولي، إزاء القوانين المثيرة للجدل التي أصدرها مؤخرًا، والتي تبدو وكأنها صممت خصيصًا من أجل حمايته وحلفائه من فضائح الفساد التي وصفها البعض بأنها الأكبر في تاريخ تركيا الحديث. ورصدت المجلة بعض القرارت التي اتخذها أردوغان منذ بدء انتشار فضائح الفساد في منتصف ديسمبر الماضي، من توجيهه انتقادات حادة ضد القضاء التركي، وإقالته لمئات من رجال الشرطة، وتمريره لقوانين تمكن حكومته من السيطرة على الخدمات القضائية والأمنية في البلاد، فضلاً عن تقييده لحرية الإعلام والإنترنت، من خلال حظره موقعي "تويتر" و"يوتيوب". وأوضحت أن أردوغان بدا غير مكترث من الانتقادات المتزايدة التي يتعرض لها، وأعلن بكل تحد، أن حظر "تويتر" يظهر للعالم مدى القوة التي تتمتع بها الجمهورية التركية. وأشارت المجلة، في سياق تقريرها، إلى أن الانتخابات البلدية التي من المقرر أن تجرى غدًا في تركيا، تعد اختبارًا لمدى دعم الناخبين الأتراك لرئيس الوزراء التركي.. لافتة إلى تأكيد أردوغان في وقت سابق على أن تلك الانتخابات تعد استفتاء عليه نفسه وحزب العدالة والتنمية التي ينتمي إليه. وأضافت "الإيكونوميست" أنه إذا حصل حزب العدالة والتنمية على نسبة تصويت جيدة، بحصوله على نسبة تفوق 40 في المائة من أصوات الناخبين، وهو ما يعني حصده لأغلب الأصوات في كل من أنقرة وإسطنبول، فإن أردوغان سيزعم أن الفضل في ذلك يرجع إلى سياسته المتشددة- على حد وصف الصحيفة. وأكدت المجلة البريطانية أن نتائج الانتخابات البلدية في تركيا، لا تزال غير مؤكدة، في ظل ما وصفته بضعف أحزاب المعارضة هناك مقارنة بحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي ينتمي إليه أردوغان، الذي انخفض معدل تأييده خلال العام الماضي.