وصل إلى القاهرة مساء أمس الخميس، خبير الطاقة الشمسية العالمى من أصل مصرى المهندس إبراهيم سمك، ومن المنتظر أن يبحث خلال الزيارة والتى تستمر حتى الثلاثاء المقبل إنشاء عدد من المشروعات لتوليد الكهرباء من الشمس، باستخدام تكنولوجيا الخلايا الفوتوفولتية. وقبيل مغادرته أمس مدينة شتوتجارت بجنوب ألمانيا حيث يعمل فى تكنولوجيا الطاقة الشمسية، قال فى تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام" إنه سيبحث مع عدد من المسئولين فى الحكومة المصرية وضع برنامج مصرى لاستغلال الطاقة الشمسية فى توليد الكهرباء فى إطار خطة 20 /20 والتى تستهدف توفير 20% من حاجة مصر من الكهرباء من الطاقة الجديدة المتجددة حتى سنة 2020. وأضاف سمك وهو من مواليد الأقصر أنه سيبحث أيضًا إنشاء مشروع كبير للطاقة الشمسية بمحافظة الأقصر حيث تلقى دعوة وترحيبًا من المحافظ طارق سعد الدين للبدء فورًا فى وضع خطة لاستغلال إمكانات المحافظة من السطوع الشمسى بمعدلات عالية طوال العام فى توليد الكهرباء الشمسية لتلبية احتياجات المحافظة من الكهرباء، سواء فى المنشآت السياحية أو الاستخدام المنزلى، مشيرًا إلى أنه تلقى دعوة أيضًا من وزارة الكهرباء للمساهمة فى الدراسات الخاصة بأول محطة للطاقة لتوليد الكهرباء من الشمس فى مدينة كوم أمبو. وأكد المهندس سمك– الذى شغل منصب رئيس اتحاد الصناعات للطاقة الشمسية بالاتحاد الأوروبى لمدة 8 سنوات– أنه مستعد لوضع كل إمكاناته وخبراته فى خدمة مصر لتأمين احتياجاتها من الطاقة فى المرحلة المقبلة، والحصول على الكهرباء من الشمس لمواجهة أزمة نقص إمدادات الكهرباء سواء للأغراض الصناعية أو الاستخدام المنزلى، خاصة فى ظل زيادة الطلب على الطاقة مع تناقص فرص الحصول على مصادر الطاقة التقليدية وارتفاع تكلفتها مما يزيد من أعباء ميزان المدفوعات المصرى، منبهًا إلى ضرورة تبنى الحكومة المصرية لسياسات جديدة لتشجيع استخدام والاستثمار فى الطاقة الشمسية وتيسير إنشاء مشروعات توليد الكهرباء من الشمس، خاصة فى المناطق النائية وغير المرتبطة بالشبكة القومية للكهرباء. وأوضح أن لدى مصر امكانات هائلة لتأمين جزء كبير من احتياجاتها من الكهرباء من الشمس، وأن الفرص مواتية وكبيرة فى هذا المجال، خاصة مع تطور تكنولوجيا تخزين الكهرباء الشمسية للاستخدام الليلى بعد غروب الشمس، مما يتيح استخدامها لجمع الأغراض الصناعية والخدمية وإضاءة الشوارع والمنشآت العامة، ولكن لا بد من البدء فورًا ومن حيث انتهى الآخرون. وحول رؤيته لمدى قدرة مصر على تنفيذ مشروعات كبيرة لتوليد الكهرباء من الشمس لتأمين توفير الطاقة اللازمة لخطط التنمية مستقبلاً، أكد أن هذا يتوقف على جدية الحكومة وتوفر الإرادة السياسية لإنشاء مثل هذه المشروعات، موضحًا أن الأمر يتطلب سياسات حكومية جديدة لتحفيز استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، خاصة تكنولوجيا الخلايا الفوتوفلتية التى تحول الطاقة الشمسية إلى كهرباء، مشيرًا إلى أن هذا يتطلب أيضًا إعادة النظر فى سياسات دعم الطاقة بما يشجع المستهلكين للتوجه لاستخدام الطاقة الشمسية بديلاً عن الطاقة التقليدية. ومن المعروف أن المهندس إبراهيم سمك نفذ عددًا من مشروعات الكهرباء الشمسية فى ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبى منها مبنى البوندستاج مقر الحكومة الألمانية فى برلين، وكذلك محطة القطارات الدولية فى برلين ومصانع شركة مرسيدس بشتوتجارت، كما حصل على عدد من الجوائز الدولية، وتم اختياره كرجل إفريقيا الأول لمساهمته فى توفير الطاقة لبعض المناطق المحرومة فى القارة.
