حالة الانقسام التى سيطرت على أقطاب تحالف دعم الشرعية أشعلت الجدال بين قراء "بوابة الأهرام"، تجاه ما أسموه "مبادرة للمصالحة" المزعم طرحها من جانب التحالف حقنًا للدماء. ففي الوقت الذي أيد فيه بعض القراء، ضرورة طرح مبادرة بشروط للخروج من الأزمة الراهنة، رفض البعض الآخر فكرة أى طرح لمصالحة سياسية مع من حجر الدموع فى عيون الوطن وقد حاولت "بوابة الأهرام" رصد هذا السجال في السطور القادمة. وعن ضرورة وجود مبادرة للمصالحة يعترض القارىء (أحمد) قائلاً: يجب أن تسمى مبادرة وقف التفجيرات، وأن يعلنوا التخلي عن سياسة "يا نحكمها يا نحرقها"، فلا صلح مع من سعوا لتقسيم جيش مصر، لا صلح لمن مولوا الإرهاب في سيناء". وتابع: "لا صلح لمن لم يبالوا بوحدة شعب مصر في سبيل رأي سياسي ورؤية ضيقة. لا صلح لمن لم يبالوا بأمن مصر القومى وسعوا ويسعون لتدويل أزمتها". ويعبر القارئ (مصراوى) عن اندهاشه من فكرة إجراء أى مصالحة ويتساءل باستنكار عن أطرافها قائلاً: "مصالحة مع من؟ مع من يتمنون كل مصيبة تحصل للبلد، مع من رقصوا عند سقوط الطائرة فى سيناء، مع من يتمنوا وصول الجيش الأمريكى لاحتلال البلد، مع من لا يؤمنوا بوجود شىء اسمه وطن". وواصل: "أنتم تخدعون أنفسكم إذا شعرتم أن هؤلاء أبناء وطنكم، اسألوا أنفسكم ما جنسية هؤلاء، وستجدون الإجابة أنهم لا وطن لهم لأنهم لا يؤمنوا بفكرة الوطن أساسًا، تريدون مصالحة مع من يعتبر الجيش الإسرائيلى أرحم من الجيش المصرى، عجبى على المصالحة!". يصر القارئ (ناصر المصرى) على أنه لا صلح مع الخونة الإرهابيين بعد أن شعروا أخيرًا بالنهاية، وعرفوا أن الشعب قد لفظهم، فهم إرهابيون يطلبون الهدنة الآن لحين إعادة وتنظيم صفوفهم من جديد. وعن مدى شرعية التحالف يقول القارئ (أبو لحية): "تحالفكم باطل وما بنى على باطل فهو باطل وإذا لم تستح فافعل ما شئت. قيادتكم تركتكم وولوا هاربين خارج البلاد، ومن قبض عليه يحاكم بتهمة الخيانة للوطن والتخابر مع حماس، أية مبادرات بعد سفك دماء أبناء الوطن؟! أية مبادرة وأنتم ما زلتم تعاقبون الشعب المصرى كله بأعمالكم". أما عن العودة للماضى مرة أخرى، فيتهكم القارئ (مصرى أصيل) قائلاً: وعايزنا نرجع زى زمان قول للزمان ارجع يازمان، وهات لينا شعب لا اتهان ولا اتبعترت كرامته، ولا شرطة وجنود وضباط ولواءات ذبحوا وسحلوا، فالذى فعله الإخوان بمصر لم يفعله اليهود فى 67، لقد أصبح هناك تار بين الإخوان، وبين الشرطة والجيش وكل مواطن مصرى". وعن حسن نوايا من يسعون للمبادرة يقول القارئ(حامد المحلاوى): النوايا الطيبة وحدها لا تكفي، ومن يريد الخراب والدمار ويعشق منظر الدماء؟! لا أحد سوى أصحاب السرائر الخبيثة والقلوب المريضة. فالطرف الذي يعيث في الأرض فسادًا، ولا يهمه أن يكون الوطن في خطر من قريب أو بعيد، لا يريد أن يعترف بالواقع الكائن فعلا ولا يستطيع أحد أن يغيره. ومع كل ذلك فإنه يمكن الاستماع إلى صوت العقل الحكمة. لكن ذلك لا يتأتى إلا باعتراف الطرف الثاني المقابل للدولة، اعترافًا صريحًا دامغًا تذيعه كل القنوات، بأن هذه الجماعة ارتكبت أخطاء جسيمة في حق الوطن، ومن ثم فهي تقدم اعتذارها للشعب. ويصف القارئ (صلاح) المبادرة بالمشبوهة الأهداف وأن كل من يتكلم أو يفكر في الكلام عن مصالحة مع الإخوان فهو خائن لمصر وللإسلام وللشهداء، فالإخوان خانوا مصر وشعبها وسعوا لدمارها وخرابها وتدخل القوي الدولية في الشأن المصري واستعانوا وتخابروا وهم يعلمون علم اليقين ما يمكن أن تئول إليه مصر في حال نجاح مخططهم التآمري التخريبي. كيف يتحدثون عن مصالحة وكأن الإخوان كانوا راجعين بعربيتهم للخلف وكسروا مرايا سيارتنا بالخطأ. وترى القارئة (سوسن مصطفى على) أن الإخوان عضو فاسد ليس له إلا البتر، فقد سرت فيه الغرغرينة ويجب بتره ليعيش باقى الجسد. وتستفسر القارئة: كيف يمكن المساواة بين الدولة وبين جماعة إرهابية، لو قال أحد بأى مهادنة لقام الشعب بثورة ثالثة، كفاية تلون، كفانا بقى "مسك العصاية" من النص، كفانا ألوانًا رمادية على أرض الوطن، كفانا وجوهًا وأقنعة. وتابع: "لا نريدهم على أرض مصر، يجب طرق الحديد وهو ساخن، لقد تركناهم يرتعون فى الوطن 85 عامًا، لأننا لم نكن نفهم حقيقتهم وأهدافهم الحقيقية، ولكن الآن بعد أن عرفنا، كيف نسمح بأى وجود لهم من أى نوع؟.. يجب حل كل تنظيم إرهابى على أرض الوطن بدءًا بالإخوان ومرورًا بالجماعة الإسلامية وانتهاء بالسلفيين، لا نريد أى تزواج بين الدين والسياسة، لا نريد جماعات ولا ائتلافات ولا تجمعات ولا ألتراسات لم يأت لمصر منها جميعًا إلا الخراب المستعجل. بيننا وبينهم دم وتار ليوم القيامة، ومن رفع السلاح لا بد أن يسقط وللأبد من ذاكرة الوطن". وللقارئ (محمدين) رأى مخالف قائلاً: "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها" فمصلحة الوطن تقتضى أن نسمو فوق الخلافات وأن نجمع ولا نفرق حتى لا يجد أعداؤنا ثغرة ينفذون منها إلى داخل الوطن. شئنا أم أبينا فالإخوان مواطنون مصريون، وهم موجودون على الساحة ولن يستطيع أحد إقصاءهم، فلماذا لا نحتويهم وعيوننا عليهم والقانون هو الفيصل والسيد فى التعامل مع أى مواطن.. لا تضيعوا الفرصة واستمعوا لصوت العقل، فالوطن فى أشد الحاجة إلى الاستقرار ولن يستقر الوطن إلا بتفاهم جميع أطيافه وتعايشهم معًا. ويرد عليه القارئ (صالح خميس) وهل جنحوا للسلم فعلا؟!.. إنهم ينطبق عليهم قول المولى عز وجل ".. فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله" إنهم ياسيدى مستمرون فى غيّهم ولو كان لديهم حسن النية ويريدون صلحًا فليتوقف إرهابهم الأسود فى سيناء ويتخلوا عن التفجير والمولوتوف والقنص وليتوقف إعلامهم المغرض والمحرض وليكفوا عن الاستقواء بالخارج، وليأت الهاربون منهم الملوثة أيديهم بالدماء ويقدموا أنفسهم للعدالة ويدافعوا عن أنفسهم.. وقتها فقط يمكن التفكير فى المصالحة، نعم هم من أبناء هذا الشعب، لكنهم أيضًا يقتلون أبناء الشعب ويستبيحون دماءهم.