في أول زيارة من نوعها على هذا المستوى بعد إقرار الدستور الجديد للبلاد الشهر الماضي، يبدأ رئيس مجلس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي زيارة اليوم الثلاثاء، إلى السعودية على رأس وفد رفيع المستوى يضم وزراء الاستثمار، والبترول، والتخطيط، والنقل، والإسكان. وقال وزير الإسكان، إبراهيم محلب، ل«الشرق الأوسط» اللندنية، إن زيارتنا للسعودية تأتي تقديرا لدورها المشرف تجاه مصر، خاصة بعد ثورة 30 يونيو الماضي، كما أنها تهدف إلى تبادل وجهات النظر حول المستقبل مع الأشقاء في السعودية. ويأتي هذا في وقت توقعت فيه مصادر مقربة من الحكومة المصرية أن تطرح السعودية حزمة مساعدات مالية جديدة لمصر التي تعاني من مصاعب اقتصادية كبيرة بسبب حالة عدم الاستقرار التي تشهدها البلاد منذ الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك. وعضدت السعودية من الموقف المصري خارجيا، على المستوى الدبلوماسي والسياسي، بعد الإطاحة بحكم الرئيس السابق محمد مرسي، إثر خروج ملايين المصريين للشوارع مطالبين بإسقاط حكم جماعة الإخوان الصيف الماضي. وقال الوزير محلب، الذي يرافق الوفد المصري، إن زيارة الدكتور الببلاوي، للسعودية «مهمة للغاية، وأهميتها تكمن في لقاء الأشقاء لمناقشة المتغيرات وهي كثيرة في المنطقة، إضافة لما أنجزته مصر وشعبها من خطوات في خارطة الطريق، والتصميم على استكمال بقية المرحلة التي ستؤدي إلى الاستقرار». وتابع الوزير محلب أن الزيارة للسعودية مناسبة لتبادل وجهات النظر لما يدور في مصر والمنطقة وفي القضايا التي تهم البلدين. وأشاد محلب بالموقف السعودي من ثورة 30 يونيو، الذي وصفه بالمشرف، خاصة بعد يوم 3 يوليو 2013، مؤكدا على أن كلام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كان واضحا وصريحا بأن الشعب المصري خرج من النفق المظلم. كما أشار محلب إلى الدعم السياسي والمعنوي والمادي الذي قدمته السعودية للشعب المصري، مؤكدا على أهمية فتح كل قنوات التواصل والتعاون بين البلدين. وعما إذا كانت هناك مشاريع مطروحة للتعاون خلال الفترة المقبلة، أوضح الوزير أن نوعية الملفات تسمح بالتعاون، وأن مصر بلد جاذب للاستثمار وبالتالي سوف تتطرق المباحثات إلى التعاون في كل المجالات من خلال لقاء الوزراء المصريين مع نظرائهم السعوديين. وحول الرسالة التي تحملها الزيارة ومغزاها في التوقيت الراهن، أوضح أنها «رسالة سياسية مهمة تنطلق من الدعم غير المحدود من السعودية لمصر ورسالة معنوية بأن الشعب السعودي شريك للشعب المصري في الآمال وتبادل الآراء، لأن ما حدث في مصر من حكم فاشيستي سابق لو كان استمر لألقى بظلاله على كامل المنطقة».