يعقد الدكتور نبيل العربى، الأمين العام للجامعة العربية، مؤتمرًا صحفيًا الاثنين المقبل يتناول فيه نتائج مؤتمر "جنيف 2" والذى انطلقت أعماله يوم الأربعاء قبل الماضى بمشاركة ممثلين عن النظام والمعارضة السورية بجانب آخر المستجدات على الساحتين العربية والأجنبية. من جهته، وصف السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، المفاوضات التى جرت خلال الجولة الأولى من المؤتمر، بأنها استهدفت بالدرجة الأولى كسر الحاجز النفسى بين طرفى الأزمة السورية. وعبر، فى تصريح ل"بوابة الأهرام"، عن قناعته بأن المفاوضات الجادة والحقيقية لم تبدأ بعد بشكل جدى معربًا عن أمله فى أن يشهد الأسبوع المقبل تقدمًا نوعيًا بفضى إلى توافق بين أطراف الأزمة السورية باتجاه إعادة البلاد الى وضعها الطبيعى والمحافظة على وحدتها وسيادتها واستقلالها. وأوضح أنها تهدف أيضًا إلى تحقيق تطلعات الشعب السورى التى عبر عنها منذ تفجر ثورته لبناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة تقوم على المواطنة والتعددية السياسية، واحترام حقوق الانسان وهى الأهداف التى دفع الشعب السورى ثمنًا باهظًا لها خلال السنوات الثلاث المنصرمة. ولفت بن حلى إلى أن أحد المرتكزات الأساسية بمفاوضات "جنيف 2" تتمثل السعى إلى تطبيق بنود جنيف 1 خاصة ما يتعلق بالاتفاق على هيئة الحكم الانتقالية ذات الصلاحيات الواسعة لكنه شدد على أن يواكب ذلك الإسراع بتخفيف المعاناة الانسانية فى المناطق المتضررة، ورفع الحصار عنها وتوفير الأجواء التى من شأنها أن تتيح للمواطنيين السوريين للحصول على متطلباتهم واحتياجاتهم اليومية. وأشار إلى أنه من الأهمية بمكان أن تتزامن الحلول السياسية مع الحلول الإنسانية حتى يتم تلبية تطلعات الشعب السورى. وردًا على سؤال ما إذا كان الأخضر الإبراهيمى المبعوث الأممى والعربى الخاص يستند إلى مرجعيات معينة فى إدارته للمفاوضات بين ممثلى النظام والمعارضة السورية فى المؤتمر، نبه نائب الأمين العام للجامعة العربية إلى أن الإبراهيمى أمامه أجندة واضحة تقوم على نصوص ووثائق ومرجعيات مؤتمر "جنيف 1" الذى عقد فى شهر يونيو من العام 2012. وقال إنه يسعى بكل قوة إلى دفع الطرفين إلى تطبيق الالتزامات التى تضمنتها الوثيقة التى أسفر عنها هذا المؤتمر، لافتًا إلى أن الكرة الآن فى ملعب الأطراف السورية سواء الحكم أو المعارضة لتقرير مصير شعب ودولة مهمة بحجم سوريا. وطالب الأطراف الدولية المعنية بالمساهمة الإيجابية فى مساعدة السوريين للوصول إلى حل مرض يخرج البلاد من أتون الحرب والدمار والتى أوصلتها إلى وضعية كارثية على الصعيد الإنسانى. وحول عدم الإسراع بالاتفاق على وقف إطلاق النار تزامنًا مع انطلاق مؤتمر جنيف 2، دعا السفير أحمد بن حلى إلى رفع الحصار عن المناطق المتضررة كنقطة بداية. وأعرب فى الوقت ذاته عن أسف الجامعة العربية لعدم وجود إشارات إيجابية حتى الآن فى هذا الشأن، وقال إن رفع الحصار كان يمكن أن ينعكس إيجابيًا بهذا الاتجاه خلال المفاوضات، مشددًا على أهمية الإسراع بوقف كل أعمال العنف والتأزم الموجودة بسوريا حتى يكون ذلك رافدًا مهمًا يصب فى نجاح جنيف 2.