أصدر مركز "ابن خلدون"، تقريرًا حول انتهاكات أنصار الإخوان المسلمين منذ 30 يونيو وحتى إعلان الإخوان جماعة إرهابية. وأوضح التقرير أن إجمالي عدد الاعتداءات علي المنشآت الحكومية 65 حالة، وعدد المصابين جراء عنف جماعة "الإخوان" 1740، بينما توفي 124 مصريًا نتيجة العنف المتواصل منذ 30 يونيو الماضي. وقالت داليا زيادة، المدير التنفيذي للمركز: "إننا نقوم بهذا الرصد بشكل دوري منذ 30 يونيو تمهيدًا لوضعه في مذكرة مدعمة بالوثائق لتقديمها للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للضغط عليهم لإدراج جماعة "الإخوان" علي قائمة التنظيمات الإرهابية لديهم. ورصد التقرير الأحداث التي سبقت 30 يونيو 2013، مجموعة من الأحداث وكان الحشد من جانب المؤيدين للرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمون مصحوبًا بتصريحات تتضمن التحريض على العنف، حيث صرح العديد من مؤيدي الإخوان وقادتهم أنهم سيحمون الشرعية بدمائهم وأنها خط أحمر لا يمكن تجاوزه. كما هددت قيادات الجماعة بإدخال البلاد إلى نفق مجهول واتساع الرقعة الجغرافية من التفجيرات وإراقة الدماء والتي كانت تشهدها سيناء منذ 30 يونيو، في حالة عدم عودة مرسي للحكم. ونبه التقرير إلي أنه ليس من قبيل الصدفة أن يتزامن حدوث موجه من العنف مع سقوط نظام الإخوان، وأيضًا موجة من حالات التعذيب الممنهج أثناء الاعتصام بميداني رابعة ونهضة مصر، كما قامت جماعة "الإخوان" باستغلال النساء والأطفال في التظاهرات وتصديرهم في المشهد للاحتماء بهم، إلى جانب التعذيب النفسي لأطفال لم تتجاوز أعمارهم عشر سنوات من خلال ما أطلقوا عليه "مشروع شهيد"، حيث تم تزويد الأطفال بلافتات، وجعلهم يجوبون حول المنصة الرئيسية برابعة العدوية مرددين هتافات مثل "كلنا مشروع شهيد" و"زى ماترسي ترسي، وإحنا معاك يا مرسي". وأشار التقرير إلي أن استخدام جماعة "الإخوان" للنساء والأطفال في التظاهرات نابعًا من إرادة إخوانية في تصوير مصر بمشهد سوريا، وطلب تدخل أجنبي عسكري في مصر لحمايتهم من الاضطهاد، وإرجاع حقهم المغتصب، وحماية الشرعية كما يتوهمون. كما قام عناصر جماعة "الإخوان" بحملة من الاعتداءات وإحراق العديد من المنشات العامة وأقسام الشرطة ومديريات الأمن والكنائس في أعقاب فض اعتصامي رابعة والنهضة، كما حاول طلاب جماعة الإخوان منذ بدء العام الدراسي الجديد إرباك العملية التعليمية، وإيقاف الدراسة في الجامعات والمدارس، وترهيب الطلاب والاعتداء علي أساتذة الجامعة. حيث شهدت أغلب الجامعات المصرية أحداث شغب وتعدي علي المنشآت الجامعية راح ضحيتها العديد من المصابين والقتلى، كما نظم أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية مظاهرات في أيام الجمعة من كل أسبوع في أماكن متفرقة تهدف إلي الاشتباك مع الأهالي وحدوث إصابات وقتلى، كما نظمت الجماعة عددًا من الاعتداءات الفردية الموجهة لأشخاص بهدف الانتقام مثل ما حدث مع "خالد داوود" عضو جبهة الإنقاذ وعدد من المراسلين الصحفيين. وقال التقرير:" لم يقتصر الأمر على هذا فحسب، بل مارست جماعة الإخوان تعذيب أعضائها المنشقين عنها والنابذين للعنف، حيث أوضحت حركة "إخوان بلا عنف" المنشقة عن جماعة "الإخوان"- في بيان لها يوم الثلاثاء 23 يوليو" إن الجماعة احتجزت 670 شابًا من شباب الحركة بميدان رابعة العدوية، وتم منعهم من الخروج، لتمردهم ورفضهم المشاركة في أحداث العنف الأخيرة، وتم معاملة المحتجزين معاملة غير آدمية، كما تم جلد بعض الشباب مائة جلدة، لعدم تلبية الأوامر". ويستعرض التقرير الانتهاكات التي قام بها أعضاء جماعة "الإخوان"، أو انتهاكات يشتبه في تورط أنصار الإخوان فيها، في الفترة من 30 يونيو إلى 25 ديسمبر 2013، وذلك عبر ثلاث مراحل أساسيةوهي : مرحلة ما بين ثورة 30 يونيو واعتصام رابعة والنهضة ومرحلة فض الاعتصام ومرحلة ما بعد فض الإعتصامات وما قبل إعلان الجماعة كتنظيم إرهابي، مع ملاحظة أن التقرير لا يشمل الحرب في سيناء نظرًا لاختلاف طبيعتها عن الحوادث التي تم رصدها في هذا التقرير. وحول مرحلة ما قبل فض الاعتصام قال التقرير :"بدأت هذه المرحلة من 30 يونيو إلي ما قبل فض الاعتصام، واتسمت هذه المرحلة بانتشار بعض التصريحات التي تحض على ممارسة العنف كانت بدايتها تصريحات مستشار الرئيس لصحيفة الوطن بتاريخ 2-7-2013 والتي قال فيها: "مرسي لن يستقيل وسنحمي شرعيته برقابنا"، ثم عقبها العديد من التصريحات لقيادات جماعة الإخوان الإرهابية والتي تحض علي ممارسة العنف بالتزامن مع أحداث عنف وقعت بالفعل في بعض محافظات مصر ووصل أعداد الضحايا والمصابين في أحداث القتل والتعذيب على أيدي أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية فيما قبل فض الاعتصام والتي شملت 82 قتيلا أثناء الاشتباكات و 3 قتلي عمد و22 حالة تعذيب حتى الموت و44 حالة تعذيب واعتداء". وحول مرحلة فض الاعتصام أوضح التقرير أن هذه المرحلة بدأت منذ الساعات الأولى لفض الإعتصامين في 14 أغسطس 2013 وحتى ال7 أيام التي تلت الفض (20 أغسطس 2013)، واستهدف أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية في هذه المرحلة المنشآت العامة والشرطية والكنائس كنوع من أنواع رد الفعل علي فض الاعتصامين. وأشار التقرير إلي أن مرحلة ما بعد فض الاعتصام بدأت من 20 أغسطس 2013 بعد فض الاعتصامين والأحداث التي تلتهما إلي 25 ديسمبر 2013 يوم أعلنت فيه رسميا جماعة الإخوان المسلمون جماعة إرهابية، واتسمت هذه المرحلة بالمظاهرات والاحتجاجات التي كانت في أغلبها تنتهي باشتباكات. كما تسببت هذه المظاهرات في تعطيل سير الحياة عن طريق محاولات تعطيل الدراسة في الجامعات، وكذلك محاولة شلل القاهرة الكبرى بتعطيل خطوط المترو. ورصد التقرير وصول إجمالي ضحايا عنف جماعة الإخوان منذ 30 يونيو 2013 وحتى 25 ديسمبر 2013 إلي 124 حالة وفاة و1740 إصابة و65 اعتداء.