اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن فضيحة الفساد التي تقترب شيئًا فشيئًا من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حاليًا لا تهدد فقط حكمه بل كشفت انقسامًا يتفاقم بينه وبين حليف سابق ويمزق الحكومة. وذكرت الصحيفة– في سياق تقرير نشرته اليوم الجمعة على موقعها الإلكتروني– أن هذا الحليف هو الداعية التركي فتح الله جولن المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، والذي ينتمي إلى نوع من الإسلام الصوفي، ويقال إن أتباعه يشغلون مناصب هامة في الحكومة التركية بما في ذلك الشرطة والقضاء وكذلك التعليم ووسائل الإعلام والتجارة. وقالت الصحيفة إن تحقيقًا بدأه كبير المدعين في إسطنبول طال العديد من رجال الأعمال المقربين من أردوغان ومن بينهم رجل أعمال كبير في مجال البناء وأبناء وزارء وغيرهم من موظفي الحكومة المشتركين في مشاريع بناء عامة وتخطيط عمراني. وأضافت أن أردوغان يتبع نفس الاستراتيجية التي استخدمها في معركته مع آلاف من المحتجين أكثر تحررًا وعلمانيي الفكر هذا الصيف بسبب مشروعات تطوير في إحدى حدائق إسطنبول حيث قال إنه يحارب "عصابة إجرامية" لها صلات بالخارج في إشارة إلى جولن. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك تقارير أفادت بمعارضة جولن لسياسة الحكومة التركية الخارجية النشطة في الشرق الأوسط خاصة دعمها لثوار سوريا، وكذلك للتعامل مع التوترات التي أثيرت في أزمة السفينة مافي مرمرة في عام 2010 مع إسرائيل، مشيرة إلى أن الأزمة السياسية المتصاعدة تؤكد تنامي نفوذ جولن داخل الدولة التركية والذي يهدد بتقسيم ما يحظى به أردوغان من دعم بين أوساط المحافظين قبيل سلسلة من الانتخابات على مدار الأشهر ال18 القادمة. يذكر أنه تم إلقاء القبض على نحو 52 شخصًا- بينهم ثلاثة أبناء لوزراء في حكومة أردوغان- خلال مداهمات نفذت أمس الأول الثلاثاء ذات صلة بتحقيق في قضايا رشى تتعلق بمناقصات عامة.