"نحن نعيش فى صراع بين الماضى والمستقبل وعقليتهما وسنبنى المستقبل بالعلم والحكمة".. بهذه الكلمات بدأ الدكتور مصطفى حجازى، مستشار رئيس الجمهورية للشئون السياسية والاستراتيجية، كلمته عن حقيقة المرحلة التى تمر بها مصر خلال مشاركته فى مؤتمر تدشين حملة "مستقبل وطن" التى أطلقها محمد بدران، رئيس اتحاد طلاب مصر بالجامعات بدار الأوبرا، اليوم الأحد. أوضح الدكتور مصطفى حجازى، أنه لن يستقيم حكم العديد من الشعوب إلا عن طريق الديمقراطية التشابكية، والتى ستتحقق بأن تكون الكفاءة هى التى تقود. ولفت حجازى إلى أن النضج الذى وصل له الشعب المصرى يحمله مسئولية أن يكون شريكًا فى هذا المجتمع، مضيفًا "نحن نمر بلحظة رفعت يد القهر وبقى لنا الكثير من ثقافة الفوضى". وأشار حجازى إلى أن مصر مرت بالعديد من الأزمات، لعل أهمها "الهوية"، مؤكدًا أنه لايجب أن يكون هناك تناقض بين العقيدة والوطنية، لأن قضية الهوية محسومة بالنسبة لنا، مطالبًا الجميع بعدم السماح لأحد بإثارة البلبلة حول تلك القضية. وتابع حجازى قائلا: "لقد حيينا فترة كبيرة فى حياة ممسرحة مليئة بالزيف والإدعاء حتى فى محاولات الإصلاح، وكنا نعيش فى عهد مبارك لا نعرف أننا تجاوزنا عصر الصناعة ودخلنا عصر المعلوماتية، والآن نعيش عصر ما بعد المعلوماتية". وأوضح مستشار رئيس الجمهورية أن المورد الأساسى الذى نستطيع إعادة بناء دولتنا به هو المورد البشرى، لافتا إلى أن ثورتي 25 يناير و30 يونيو أوجدوا نظامًا جديدًا من الحكم وهو حكم الإرادة. وشدد حجازى على وجود 15 مليون مصرى واع لن يهدأ إلا إذا شارك فى الحكم، كى يستطيع أن يكون شريكا مؤهلا فى الحكم يحمل كفاءة الشراكة فى هذا الحكم. أضاف حجازى أن تنظيم الإخوان جاء ليقتل الدولة باسم الثورة، وكان يعد لفكرة صناعة الدم كى يرهب المجتمع ولكنه فشل، مطالبا الجميع بالعمل الجاد من أجل إعادة بناء جسور الثقة بين الشعب وبعضه ومع مؤسسات المجتمع. وأوضح أن مفهوم العدالة الانتقالية يتلخص فى التصالح مع التاريخ وجذوره وليس التصالح مع فصيل سياسى معين.