شهدت القاهرة، اليوم الثلاثاء، ارتفاعًا ملحوظًا فى درجات الحرارة عكس تضامن فصل الصيف مع الزخم والحراك السياسى الذى تشهده مصر حاليًا، حيث يأبى فصل الصيف الرحيل متمسكًا بشرعية بقائه رغم حلول الخريف جغرافيا يوم 22 سبتمبر الماضى. ورغم أنه لم يتبق سوى 26 يومًا على الإعلان عن بداية فصل الشتاء جغرافيا، فإن فصل الصيف متمسك بالبقاء متكاتفا فى ذلك مع الفوضى التى يعانى منها المواطن المصرى حيث يتسبب فى إرباكه فلم يعد يدرى ملابس الصيف يرتدى أم ملابس الشتاء. ربيع مليء بالأتربة والشوائب العالقة وشتاء ممطر ونوات بحرية وسماء ملبدة بالغيوم وخريف بديع المناخ وصيف حار وشمس حارقة كلها ظواهر مناخية يعيشها المصرى فى نهار وليل واحد. عنف الشارع غير مبرر وعنف الصيف مبرر، حيث أكد أخصائيون بريطانيون زيادة معدلات انبعاث الغازات الدفيئة فى العالم حاليا بنسبة 61 فى المائة، محذرين من أن درجة الحرارة سترتفع خمس درجات فى السنوات القليلة القادمة، مما يبعث على القلق من تفاقم مشكلة الاحتباس الحرارى بخاصة مع ارتفاع وتيرة ذوبان الجليد فى السنوات الأخيرة وكذلك ارتفاع نسبة الحموضة فى المحيطات. هكذا يكون لفصل الصيف مبرراته الوجيهة للبقاء. عبث الإنسان بالطبيعة والجور على الاتزان البيئى وعدم احترام الدول الصناعية الكبرى لاتفاقيات المناخ وتحذيرات علماء البيئة كلها عوامل ساعدت على التهاب حرارة الصيف عاما بعد عام حيث بات أطول فصول العام وأشدها حرارة. التغيرات المناخية أدت إلى تمازج فصول العام الأربعة معلنة إقامة وحدة مناخية يغلب عليها ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة. إنها وحدة يتم بموجبها السماح لأى من تلك الفصول الدخول فى المساحة الزمنية للفصل الآخر، إلا نذر يسير يحترم فيه كل منهم خصوصية الآخر ويعطيه الفرصة لإظهار ملامحه المناخية.