أفادت مواقع مقربة من المعارضة الإيرانية على شبكة الإنترنت أن أحد المحتجين لقي حتفه خلال مظاهرات للمعارضة الإيرانية الأحد في العاصمة طهران. وقالت المواقع إن المتظاهر أصيب بطلق ناري في ميدان "هفت تير" وسط طهران، وتوفي على الفور تقريبا، بينما كانت تستخدم الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود. ومنعت السلطات الإيرانية وسائل الإعلام الأجنبية في طهران مجددا من تغطية الاحتجاجات الأحد، ولذا لم يتسن التأكد من التقارير التي أوردتها مواقع المعارضة أو روايات شهود العيان. ووصفت الشرطة الإيرانية المظاهرات بأنها محاولات "بائسة" من قبل أعداء الثورة وعملاء الولاياتالمتحدة وبريطانيا "لتغذية التوترات في البلاد". وأفادت تقارير بأن الشرطة وقوات مكافحة الشغب تمكنت بحلول وقت متأخر من الأحد من تفريق المحتجين، وانتهت المظاهرات. من جهة أخرى، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" أن فائزة هاشمي، ابنة الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، اعتقلت لفترة وجيزة خلال المظاهرات قبل أن يتم إطلاق سراحها لاحقا. وتعتبر فائزة هاشمي، وهي نائبة سابقة في البرلمان ورئيسة الاتحاد الإسلامي لرياضة المرآة، معارضة بارزة للحكومة واعتقلت عدة مرات منذ انطلاق احتجاجات ما يطلق عليها حركة المعارضة "الخضراء" عام 2009. وذكرت مواقع المعارضة أن الشرطة الإيرانية أطلقت الغاز المسيل للدموع على المحتجين خلال مظاهرات اليوم الأحد. وأفادت تلك التقارير بأن المتظاهرين احتشدوا في أربعة مواقع منفصلة على الأقل في العاصمة طهران وهم يرددون "الله أكبر .. الله أكبر ". وأوضحت التقارير أن المئات احتشدوا أمام مقر هيئة الإذاعة والتليفزيون الإيرانية الرسمية "إيريب" التي تعد أداة الدعاية الرئيسية المؤيدة للنظام. وكان ميدان ولي العصر وسط طهران هو الموقع الرئيسي للاحتجاجات حيث أطلقت قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود. كما أفادت المواقع بأن آلاف المحتجين احتلوا الميدان، وأنهم اضطروا في بعض الأحيان إلى الفرار باتجاه الشوارع الجانبية المجاورة خشية التعرض للإصابة بسبب الغاز المسيل للدموع، لكنهم عادوا إلى الميدان مرة أخرى. وقال شهود عيان إن الشرطة أغلقت الشوارع المؤدية للميدان، وأضافوا بأن قوات مكافحة الشغب انتشرت في الميدان والشوارع المجاورة أيضا. وأوضحت المواقع أيضا أن المتظاهرين أرادوا إقامة مراسم حداد على اثنين منهم قتلا خلال الاحتجاجات الأسبوع الماضي. ونظرا لخضوع زعيمي المعارضة الرئيسيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي للإقامة الجبرية وقطع كافة وسائل الاتصال بهما، تولى أنصارهما تنظيم الاحتجاجات التي جرت مؤخرا. ودعا أكثر من 200 من نواب البرلمان والجماعات الدينية وأنصار الحكومة إلى القبض على موسوي وكروبي وإعدامهما بزعم قيامهما بتقويض النظام الإسلامي والتعاون مع أجانب . ونأت الحكومة والقضاء بنفسيهما عن هذه الدعوات غير أنه بالإضافة إلى وضع زعيمي المعارضة قيد الإقامة الجبرية ، قطعت عنهما وسائل الاتصال بالعالم الخارجي من هواتف وإنترنت . وأفاد موقع موسوي على الإنترنت بأن الحكومة تخطط لبناء "جدار حديدي" حول مكان إقامة رئيس الوزراء السابق في وسط طهران. من جهته، كتب كروبي رسالة إلى رئيس السلطة القضائية، يؤكد فيه استعداده للوقوف في محاكمة مفتوحة. وأكد كروبي لصادق آملي لاريجاني في الرسالة أنه لن يغادر المشهد السياسي وسيقف بجوار الشعب حتى النهاية.