طالب تجار الأرز بتفعيل قرار فتح باب التصدير الذى أعلنت عنه الحكومة مؤخرًا، مؤكدين أن التصدير الحل الوحيد للحد من تهريب الأرز وحرق أسعاره. جاء ذلك بعد خلاف بين وزارتي الصناعة والتموين حول كيفية فتح باب تصدير الأرز، فالأولى تتجه لإتاحة التصدير عن طريق مزايدة علنية والثانية تطرح آلية تصدير طن مقابل توريد طن لهيئة السلع التموينية لضمان الوفاء باحتياجات البطاقات التموينية وتشترط عدم الدخول في مزايدة وزارة الصناعة لإتمام هذه الآلية. ووفقًا للعدد الجديد من مجلة "الأهرام الاقتصادي"، أكد الاتحاد العام للغرف التجارية ضرورة إتمام مزايدة تصدير الأرز التى أعلن عنها وزير الصناعة مؤخرًا بواقع 100 ألف طن، وذلك لأهمية الالتزام بالتعاقدات مع العملاء بالخارج حفاظًا على سمعة المصدر المصري. في المقابل، أكد اتحاد الصناعات أن فتح باب تصدير الأرز أمر ضرورى وملح لمواجهة مشكلات السوق المحلي،وذلك بغض النظر عن آلية التصدير المقترحة من الوزارات المعنية، سواء عن طريق مزايدة حسبما تتجه وزارة الصناعة أو عن طريق تصدير طن مقابل توريد طن لهيئة السلع التموينية حسبما تقترح وزارة التموين. وطالب الدكتور علاء عز، أمين عام الاتحاد العام للغرف التجارية، الحكومة بالالتزام بقراراتها بعقد مزايدة تصدير الأرز، حيث إن التراجع عن المزايدة وعدم اتمامها سيحدث اضرارًا بالغة بصادرات الأرز وسمعتها دوليًا. وحذر من أن يصبح مصير صادرات الأرز هو نفس مصير صادرات القطن قبل عدة سنوات، والذي أدى لتذبذب موقف الحكومة إزاء قرار فتح باب تصديره من عدمه، إلى عدم الالتزام بالتعاقدات التصديرية مع العملاء بالخارج، ومن ثم عزوف العملاء بمختلف الدول عن الاستيراد من مصر. وأكد عز أن تصدير الأرز ضرورة تعم بالنفع جميع أركان منظومة الأزر فضلاً عن الحكومة حيث إنه سيحد من تهريبه للخارج حيث إن الفائض يهرب للخارج خاصة لليبيا والجهات الرقابية تعجز عن إحكام قبضتها على المهربين وحيلهم، وذلك فضلاً عن ان تصدير الأرز سيوفر دخلاً للخزانة العامة يتجاوز 600 مليون جنيه مقابل رسم صادر الأرز المفروض حاليًا بما يساعد الحكومة في استخدامه لدعم البطاقات التموينية وتوفير توريداتها. وأضاف أن تصدير الأرز سيواجهه أيضًا ظاهرة حرق الأسعار التى انتشرت بشكل صارخ مؤخرًا، نتيجة الاعتماد على قصر التوريد على هيئة السلع التموينية وحدها بما دفع المتنافسين لخفض الأسعار لدرجة الحرق للفوز بالمناقصات، بما يضر بسعر الشراء من الفلاح ويدفعه للانخفاض غير العادل. من جهته، أكد رجب شحاتة رئيس شعبة الأرز باتحاد الصناعات أن التصدير أمر ملح للتجار وأصحاب مضارب الأرز، وذلك للحد من الخسائر التى يتكبدها أصحاب المضارب نتيجة حرق أسعار الارز في مناقصات هيئة السلع التموينية نظرًا للصراع والمنافسة الشديدة عليها كونها المنفذ الوحيد لتصريف الإنتاج. ولفت إلى أن سعر الأرز انخفض في مناقصات الهيئة بنحو 500 جنيه عن سعره الحقيقي بما أضر بالمضارب والتجار وكذلك بالفلاح. وقال شحاتة إن أصحاب المضارب يرحبون بقرار وزير التموين والتجارة الداخلية بتصدير طن مقابل توريد طن لهيئة السلع التموينية وذلك لضمان الوفاء بكامل احتياجات البطاقات التموينية بالتوازي مع التصدير للخارج. كما أكد ترحيبهم كذلك باستمرار رسم صادر المفروض بقيمة ألف جنيه على الطن، مؤكدًا قناعتهم بأهميته للحد من العملية التصديرية بما لا يجور على احتياجات السوق المحلية. وأشار إلى أن حجم الفائض من الأرز سنويًا يقدر بنحو 700 ألف طن حيث يقدر حجم الإنتاج ب 4.2 مليون طن في حين لا يتعدى حجم الاستهلاك 3.5مليون طن سنويًا. كان وزير التموين والتجارة الداخلية اللواء محمد أبو شادي قد اعترض على إعلان وزير الصناعة والتجارة الخارجية منير فخري عبدالنور لمزايدة لتصدير الأرز وذلك لإعلانها دون مشورته في ما يخص احتياجات البطاقات التموينية، الأمر الذي دعاه إلى الاشتراط على أصحاب المضارب ترك المزايدة مقابل طرح مقترح التصدير مقابل التوريد لهيئة السلع أمام مجلس الوزراء لاعتماده وتفعيله لفتح باب التصدير.