يبدو أن الاحتفال بذكري بأحداث شارع محمد محمود بات يؤرق الجميع داخل المشهد السياسي بسبب الخوف من التبعات المحتملة له، واحتمالات الصدام والعنف بين القوى الإسلامية والقوى الثورية هذا اليوم، ما دفع بعض القوى الثورية لاقتراح الاحتفال بعيداً عن شارع محمد محمود نفسه، فيما صبت بعض القوي السياسية غضبها على القوى التي تصر على الاحتفال هناك قائلة: إن هذا قد يولد عنفاً لا داعي له. وتخشى السلطة من احتمالات شيوع الفوضى والعنف بهذا اليوم وخروجه عن السيطرة، إذا ما قررت القوى الإسلامية الاحتشاد بكثافة والاعتصام في ميدان التحرير، إذ قد تتصادم مع القوي الثورية التي تصر علي الاحتفال بالذكرى، والنزول في مظاهرات هذا اليوم، ما يعني أن احتمالات الفوضى قائمة، بسبب الحشد والحشد المضاد. أما القوى السياسية فقد عبر بعضها عن رفضه لقرار القوي الثورية وإصرارها على إحياء الذكرى والنزول للشارع، وصلت لحد الاتهام بالعمالة للخارج لنشر الفوضى داخل مصر. وبينهما ترغب السلطة في مرور تلك الذكرى بقدر أقل من العنف حتى لا تدفع إلى العودة لقانون الطوارئ، والإضرار بصورتها وسمعتها الخارجية. فمن جانبه، أكد السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق ورئيس حزب المؤتمر ل"بوابة الأهرام"، رفضه القاطع لخروج بعض القوي الثورية للتظاهر لإحياء ذكري شارع محمد محمود، مشددًا علي أنه لا يجب استغلال ذكري الشهداء استغلالا سياسيًا، أو أن تسعى تلك القوى لتوظيف هذه الذكرى من أجل الضغط على الحكومة في هذا التوقيت السياسي بالغ الصعوبة للجميع. وأضاف العرابي، أنه لابد من أن نحافظ جميعًا علي استقرار البلاد خلال الفترة القادمة، مشيرًا إلي أن كثرة التظاهرات والاحتجاجات في الشارع، تعطي رسالة سلبية لدول العالم عن طبيعة الأوضاع داخل مصر. ومثل هذا الأحداث العنيفة تصب في مصلحة جماعة الإخوان المسلمين، الذين يريدون نشر الفوضى في البلاد لتحقيق أهدافهم ومآربهم، التي تتمثل في إظهار عجز السلطة الجديد على كبح العنف والفوضى داخل الشارع. فيما قال اللواء سفير نور مساعد رئيس حزب الوفد وعضو الهيئة العليا للحزب، أنه يفضل عدم النزول والتظاهر بهذا اليوم حتى لا يختلط الحابل بالنابل حسب توصيفه، ونضع الشرطة والقوات المسلحة في مأزق حقيقي، وحتى يتبين لهم من هم الذين يحاولون زعزعة الاستقرار بالبلاد. وقال نور إن قوات الجيش والشرطة قادرة علي تأمين البلاد، والمحافظة علي أمنها واستقرارها مهما كانت التحديات. وطالب القوى السياسية بالتزام الهدوء للمحافظة علي أمن مصر بهذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، مشيرًا إلي أن هناك بعض الحركات التي تدعي الثورية مُمولة من الخارج لإشاعة الفوضى في البلاد، لخدمة أجندات دول بعينها تعمل ضد مصر ومصالحها. وطالب نور، بتوحد وتكاتف جميع القوى السياسية والثورية معًا ضد كل المؤامرات التي تحاك ضد مصر وشعبها، والعمل علي عودة عجلة الإنتاج مرة أخرى، بدلا أن نحتفل بذكرى المآسي والعنف، فالشعب عانى كثيرا من ذلك. وحذر نور جماعة الإخوان والمتحالفين معهم من استغلال ذلك اليوم لنشر الفوضى في البلاد، مؤكدًا أنهم سيلقون عقابًا عنيفاً وقاسيًا من الشرطة والشعب أيضا إذا ما حاولوا تعكير صفو الأمن وتكدير الشعب. ومن جانبه أكد عمر الجندي عضو المكتب التنفيذي لشباب جبهة الإنقاذ أنه لا يحبذ أن يكون إحياء الذكرى بشارع محمد محمود نفسه منعًا للاشتباكات واندلاع أحداث العنف المتوقعة، خاصة انه من المحتمل اندساس عناصر وسط المتظاهرين لإثارة أعمال الشغب والعنف. وأشار إلي أن هناك تنسيق بين القوي الثورية ووالد الشهيد جابر صلاح "جيكا" لإقامة احتفال رمزي أمام منزله. وأن هذا الاحتفال أتى نتيجة للرغبة التي عبر عنها والده، للاحتفال أمام منزله في عابدين لكي يمر هذا اليوم بهدوء وسلام، ومنعًا للاحتكاك.