استقبل الرئيس عدلي منصور، اليوم الخميس، بمقر رئاسة الجمهورية كلا من سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية، والجنرال سيرجي شويجو وزير الدفاع الروسي، وميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسية، والمبعوث الخاص للرئيس الروسي حول الشرق الأوسط، وسيرجي كيربيتشينكو سفير روسيا بالقاهرة، وسيرجى فيرشينين المبعوث الخاص لوزير خارجية روسيا للتسوية في الشرق الأوسط. حضر اللقاء من الجانب المصري الفريق عبد الفتاح السيسي، النائب الأول لرئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، ونبيل فهمي وزير الخارجية، والدكتور مصطفى حجازي المستشار الاستراتيجي للرئيس. وصرح السفير إيهاب بدوي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن وزيري الخارجية والدفاع الروسيين نقلا للرئيس تحيات رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين، وتمنياته لمصر بتحقيق الاستقرار المنشود وثقة روسيا الاتحادية في الشعب المصري وإرادته، التي ستلقى كل دعم روسي في المرحلة المقبلة على طريق بلورتها على أرض الواقع، وأكد وزير الخارجية الروسي لافروف على اهتمام روسيا الاتحادية باستقرار مصر، وأن يكون لديها اقتصاد متطور يساند هذا الاستقرار، مؤكداً على استعداد بلاده للاسهام في تحقيق تطلعات الشعب المصري في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه. وقد أثنى الوفد الروسي على المحادثات التي أجراها مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس الوزراء، ووزير الدفاع والانتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة، و نبيل فهمي وزير الخارجية. وعقب استعراض نتائج المحادثات المشتركة، عبر الرئيس عن تقدير مصر لعلاقاتها بالاتحاد السوفيتي السابق ووريثته روسيا الاتحادية، مؤكداً على أن مواقف الاتحاد السوفيتي التي وقف فيها إلى جانب المصريين في لحظات فارقة من تاريخهم عديدة، مدللاً على ذلك بإدخال الإتحاد السوفيتي في خمسينيات وستينيات القرن الماضي للصناعات الثقيلة في مصر، وبناء السد العالي، وما حصلت عليه مصر من عتاد عسكري مكننا من خوض حرب الاستنزاف وحرب 1973 تحريراً للتراب الوطني. وأوضح الرئيس أن مصر حريصة على علاقتها المستمرة مع روسيا الاتحادية وتفعيل التعاون معها في شتى المجالات، مشيراً إلى أن هذا لا يعني أن يكون تدعيم العلاقات المصرية الروسية على حساب دول أو قوى أخرى، فمصر ومن منطلق مصالحها الوطنية حريصة على الانفتاح على كافة الأطراف الدولية وحريصة على تحقيق علاقات متوازنة. وقد شهدت المباحثات المصرية الروسية، رؤية مشتركة تجاه العديد من القضايا كالوضع في سوريا والقضية الفلسطينية، فضلاً عن أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. فبالنسبة للحالة السورية، اتفقت الرؤى على أهمية انعقاد مؤتمر "جنيف 2 "، أخذا في الاعتبار أن الحلول السياسية هي السبيل الوحيد لتسوية الأزمة. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، التقت الرؤيتان المصرية والروسية حول انخفاض مستوى الطموح ارتباطاً بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي استؤنفت مؤخراً، فعلى الرغم من الجهود الأمريكية المبذولة في هذا الصدد تجىء الممارسات الإسرائيلية المُختلفة لتعرقل أي فرص حقيقية لتحقيق السلام ولاسيما في ظل استمرار السياسات الاستيطانية، ورفض عودة اللاجئين، ضمن أمور أخرى. وقد أعرب وزير الخارجية لافروف عن تطلع روسيا الاتحادية إلى عودة مصر للقيام بدورها المحوري على مستوى عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية. كما عبر الرئيس عن تثمين مصر وتقديرها للتعاون العسكري المصري الروسي المستمر منذ سنوات عِدة، مرحباً بما تم الاِتفاق عليه بين وزيري الدفاع في البلدين من أهمية تدعيم هذا التعاون المستمر، معلناً ترحيبه بما تم الاتفاق عليه من انعقاد للجان الفنية قبل نهاية العام الجاري تمهيداً لانعقاد اللجنة العليا المشتركة أوائل العام المقبل.