أكدت جامعة الدول العربية أن الذكرى الأليمة لوعد بلفور تدعو جميع دول العالم والشعوب والمؤسسات الدولية لإعادة العدالة المفقودة للشعب الفلسطيني الذي عانى لما يزيد على التسعين عاما ودعمه للحصول على حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف. وكذلك إطلاق سراح جميع الأسرى والاعتراف بدولة فلسطين كدولة كاملة العضوية بالأمم المتحدة. وقالت في بيان لهااليوم: "يحل يوم الثاني من نوفمبر 2013 الذكرى السادسة والتسعين لصدور وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا إلى اللورد الصهيوني روتشيلد والذي نص على إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، هذا الوعد الاستعماري غير المسئول الذي حول الشعب الفلسطيني المتواجد على هذه الأرض منذ فجر التاريخ منذ بنى الكنعانيون العرب حضارتهم ومدنهم إلى شعب واقع تحت الاحتلال ومشتت نتيجة للتهجير القسري واغتصاب أراضيه". ولقد أعقب هذا الوعد احتلال الاستعمار البريطاني لفلسطين وبداية وضع اللبنات الأولى بحرمان الشعب الفلسطيني من حقه في الحرية وفي تقرير مصيره مثل باقي شعوب العالم، حيث قامت قوات الاحتلال البريطاني بالاستيلاء على الأراضي الحكومية وتسليمها إلى الوكالة اليهودية وتسهيل الهجرة اليهودية في أكبر عملية مبرمجة لتنفيذ الوعد وقيام دولة إسرائيل على أشلاء الشعب الفلسطيني الذي تم تهجيره بالقوة المسلحة وارتكاب المذابح الإسرائيلية بحقه في عام 1948. إن هذا الوعد المشئوم وتداعياته الكارثية على الشعب الفلسطيني والعربي فجر صراعا في المنطقة العربية خلف العديد من الحروب وأسقط الآلاف من الضحايا وتسبب في تشريد اللاجئين الفلسطينيين والذين لازالوا موجودين في الدول العربية وسائر بلدان العالم ومازال هذا الصراع ممتدا ومستمرا حتى الآن. وقد حاولت جامعة الدول العربية ودولها إقرار سلام عادل وشامل في المنطقة من خلال مبادرة السلام العربية التي لاقت ترحيبا وتجاوبا من كل دول العالم فيما عدا إسرائيل التي مازالت مستمرة في محاولاتها لفرض الأمر الواقع على الأرض من خلال تهويد مدينة القدسالمحتلة والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية واستهداف رجال الدين وسن القوانين العنصرية والاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري وبناء مستوطنات جديدة أو التوسع في المستوطنات القائمة ومصادرة مزيد من الأراضي الفلسطينية والاستمرار في فرض الحصار على قطاع غزة وإفشال أي جهود تفاوضية لإقرار السلام وتحقيق حل الدولتين.