افتتح وزير الآثار محمد إبراهيم، ظهر اليوم الإثنين، معرضاً للقطع المسروقة والمهشمة والتي سرقت من المتحف المصري، إبان ثورة يناير، ليل جمعة الغضب التي وافقت 28 يناير، ويضم المعرض الذي افتتح تحت عنوان "ترميم وتدمير"، 25 قطعة من أصل 54 قطعة تمت سرقتها تلك الليلة، وتمكن رجال المنافذ البرية والبحرية والجمارك من ضبطها وإعادتها. ومن بين القطع قطع عثر عليها مهشمة داخل المتحف في اليوم التالي لليلة 28 يناير، بعضها كان مشهماً بالكامل بالإضافة إلي مومياء تم إتلافها عمداً وتمثالين من مجموعة توت عنخ آمون كانا مهشمين بشكل عمدي، وتمكن رجال الترميم بوزارة الآثار من إعادة القطع المشهمة إلي شكلها الأصلي قدر الإمكان، ووجه الوزير الشكر لرجال الترميم لمجهودهم الجبار في ظل أحلك الظروف. وأضاف الوزير بأنه يعتقد أن من قاموا بسرقة المتحف عصابات دولية مسجلة متخصصة في تهريب الآثار، نظراً للأسلوب الذي اقتحموا به المتحف، قائلاً إن تلك التجارة العالمية لها مصالح كبري. وفي لافتة إرشادية معلقة علي باب المعرض الذي أقيم بالقاعة 44 بالدور الأرضي بالمتحف، كتب أن اللصوص تمكنوا من دخول المتحف تسلق سلم خلفي إلي سطح المتحف ونزلوا إلي أرضيته من الداخل باستعمال حبال. وقال الوزير محمد إبراهيم الذي افتتح المعرض أمام جمع غفير من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، وبصحبة سفيري الإكوادور وبيرو، إنه يعتقد أن القطع الباقي التي لم تستعد بعد لم تخرج من مصر لأن تلك القطع مسجلة ومن المستحيل بمكان أن يتم عرضها في أي مكان آخر طبقاً لاتفاقية اليونسكو، الموقعة عام 1970 و أضاف بأن هناك ثغرات في اتفاقية اليونسكو الخاصة بمنع الاتجار بالقطع غير المسجلة وأنه يسعي للعمل علي تعديل تلك البنود. وشهد المتحف خلواً شبه تام من الزوار، واعترف الوزير في رده علي سؤال لصحيفة أجنبية بانخفاض عدد الزوار بالمتحف، قائلاً إن وزارته تعاني من نقص شديد بالتمويل نتيجة انخفاض أعداد الزوار وبالتالي التذاكر المباعة والتي تدخل خزانة وزارته. وانخفض عدد دبابات الجيش التي تؤمن المتحف المصري، إلي دبابتين اثنتين، وقال الوزير في سؤال حول التأمين إن عدد الدبابات التي كانت تؤمن المتحف قبل أيام قليلة كان يبلغ حوالي عشرين دبابة، لكنه أكد أن المتحف مؤمن بشكل كامل، من الداخل والخارج، حيث يتواجد بالداخل رجال أمن تابعين للمتحف وكذلك أفراد من الشرطة، وقال إن المتحف مراقب بالكامل بالكاميرات. وحضر سفيري الإكوادور وبيرو الافتتاح لتسلم قطع أثرية كانت تهرب من بلادهما وضبطتها سلطات المنافذ في طرود بريدية. وعبر السفيران عن شكرهما العميق للحكومة المصرية ولوزارة الآثار علي مجهوداتها للإعادة القطع المسروقة لبيرو والإكوادور. وقال السفراء إنهما سيبلغان حكومتيهما بمجهودات الحكومة المصرية في استعادة آثار بلاديهما. وقال الوزير محمد إبراهيم إنه كانت هناك محاولة لتحويل مصر إلي ترانزيت للقطع الأثرية المسروقة، لكن رجال الجمارك والمنافذ ورجال وزارة الآثار الموجودين علي تلك المنافذ تمكنوا من إحباط تلك المحاولات، وقال إنه سيزودهم بمعدات جديدة تساعدهم في عملهم. وشدد في الوقت ذاته علي أن الوزارة تعمل علي مدار الساعة لمراقبة القطع الأثرية المسروقة التي تعرض علي مواقع إليكترونية أو صالات مزادات، وأن الوزارة تقوم بإعداد قائمة حمراء بالقطع المسروقة وتقوم بتوزيعها علي المنافذ وإبلاغ الشرطة الدولية (الإنتربول) واليونسكو بها. وقال الوزير لوسائل الإعلام إن الوضع في المتاحف والأماكن الأثرية أفضل من الأيام الماضية، وأكد لوسائل الأجنبية إن الشوارع المصرية أصبحت آمنة.