عبر أمين سر المجلس الوطني الفلسطيني السفير محمد صبيح عن اندهاشه واستغرابه لما نسب إلى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك حول تسريب الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات لموعد حرب أكتوبر 73 إلى الجانب الإسرائيلى. وقال القيادى الفلسطينى محمد صبيح الذي عاصر حرب أكتوبر وشهد التنسيق الفلسطيني - المصري خلالها في تصريحات له اليوم الأحد، إن وضع الرئيس السابق مبارك الصحي وحالته النفسية لا تسمح بإعطاء أي تصريحات وخاصة مثل هذا التصريح الغريب، فى إشارة إلى التسجيلات المنسوبة إلي الرئيس مبارك. وأشار إلى أن "التنسيق في حربى الاستنزاف وحرب أكتوبر بين الدولة المصرية والجيش المصري العظيم والقيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية لن يشارك فيها الرئيس السابق محمد حسني مبارك، كونه كان يعمل بالقوات الجوية المصرية، حيث كان التنسيق مع القيادة السياسية المصرية في ذلك الوقت". وأضاف أن الرئيس الراحل ياسر عرفات كانت تربطه روابط قوية بالجيش المصري وكان مصري الهوى، حيث كان ينسق على مدار الساعة منذ انتهاء حرب عام 1967 حتى نصر اكتوبر العظيم مع الجيش المصري، مشيرًا إلى أن تكريم الرئيس عرفات في مصر هو دليل على مواقفه البطولية. وقال إن "الرئيس عرفات كان الوحيد الذي زار الجيش المصرى بعد الحصار الإسرائيلي، واستقبله الجنود المصريين بكل حماس وبكل حب، ولعلنا نتذكر الجنازة العسكرية التي اقيمت لعرفات في مصر في طريقه إلى مثواه الأخير في فلسطين حيث كانت تليق بهذا القائد العظيم والذي شارك بها كثير من رؤساء الدول وكان في مقدمتهم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك". وأشار إلى أن الرئيس مبارك كرم الرئيس عرفات باسم مصر عندما ودعه بعد توقيع اتفاقيات أوسلو 1993 على حدود فلسطين - مصر على معبر رفح . وأكد صبيح أن الرئيس عرفات تعرض إلى 21 محاولة اغتيال إسرائيلية غادرة، حيث دمر مقره تمامًا في تونس، ودمر مقره أيضا في الفاكهاني في بيروت، وفي حرب 82 في لبنان كانت الطائرات تبحث عنه في كل مكان، مشيرًا إلى ان القائد الراحل ياسر عرفات بطل وفدائي من أبطال هذه الأمة. وقال صبيح "لذلك لا نتصور أن ينسب الى الرئيس الاسبق حسنى مبارك مثل هذا القول ولابد من محاسبة من قاموا بهذا العمل أيًا كانوا، مشيرًا إلى أن عرفات كان محاصرًا لمدة و4 سنوات حصارًا قاسيًا وبالطائرات والدبابات في وقت لم يجد الماء والدواء ولا حتى الأوكسجين وصمد صمودًا بطوليًا في وجه هذا الاحتلال الإسرائيلي والذي أنقذه في ذلك الوقت شعبه الذي خرج بالملايين بالضفة الغربية وقطاع غزة لإنقاذه في رام الله". وقال السفير صبيح "نحي الجيش المصري العظيم وقيادته، ونحن على أبواب ذكرى اكتوبر المجيدة والتي نفتخر بها كأمة عربية ويفتخر بها أحرار العالم، والجيش المصري هو جيش الشعب وهو من نسيج مصري واحد ولا توجد به طائفية ولا فئات ولا قبلية، ويستحق التقدير والاحترام فهو عماد هذه الأمة وليس مصر، حيث إن الجيش المصري والأزهر هما ركيزتان من ركائز الأمن القومي العربي".