قال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، إنه بعد حرق مكتبته في برقاش شعر بالشجن، مشيرا إلى أنه لا يفضل الحديث في هذا الأمر. وأوضح هيكل خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدى على قناة "سي بي سي"، أنه يشعر بحزن لا تعبر عنه الكلمات، منوها إلى أن أبناءه اقترحوا عليه أن يكون منزله في برقاش مركزا لمؤسسة شباب الصحافة العربية. ولفت هيكل إلى أنه فكر في عدد من الأماكن في السابق لتحتوي ما بحوزته من وثائق وكتب من بينها الأهرام ودار الوثائق المصرية، موضحا أنه تلقى خبر حرق مكتبته بعد عودته من رحلته في أوربا. وكشف هيكل أنه خلال سفره كان متابعا ومهتما بأحوال مصر، مشيرا إلى أنه التقى الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر وتحدث معه عن اعتصام رابعة العدوية، وقال هيكل إن بن خليفة توقع خلال حوارهما أن يستمر الاعتصام طويلا، في حين رأى هيكل أن هذا الاعتصام لا يمكن له الاستمرار. ونوه الكاتب الصحفي الكبير، إلى أنه علم أن أوامر صدرت لوحدة الإخوان بإمبابة لتنفيذ سيناريو كان معد مسبقا، مشيرا إلى أن حرق مكتبته ومنزله دمرت معاني إنسانية وفنية وتاريخية عظيمية على رأسها 55 لوحة كانت معلقة على إحدى الحوائط تضم مختلف الفنون والرسوم للوحات لكل الفنانين الذين يمكن تصورهم. وفجر هيكل مفاجآت حول أن ما تم حرقه في مكتبته أهمها أوراق الزعيم المصري مصطفى كامل، والتي تضم خطاباته للخديو عباس حلمي وخطاباته للخليفة العثماني، مشيرا إلى أنه والدكتور عبد الوهاب المسيري بذلوا مجهودات مضنية للحصول على هذه الأوراق من محام يهودي كان يعمل لدى الخديو عباس. وأضاف: "كما كانت المكتبة تضم وثائق مختلف الحروب التي دخلتها مصر منذ حرب 1948 بالإضافة لوثائق الرئيس السادات حول تصفية مراكز القوى"، مشددا على أن كل مكان في برقاش يعني ذكرى ومعنى. وتابع: "برقاش وكل موقع ضم ذكرى مع شخصيات منها جيفارا وأم كلثوم والرئيس السادات والرئيس جمال عبد الناصر حتى الدكتور محمد مرسي والدكتور سعد الكتاتني"، مؤكدا أن حزنه على برقاش وحزني أكبر على مصر. واستشهد ببيت للمتنبي في رساء أمه الشعر قائلاً: "هبيني أخذت الثأر فيك من العدا فكيف بأخذ الثأر فيك من الحمى".