أعلن اللواء طارق سعد الدين محافظ الأقصر، السعي للخروج بالمحافظة من إطار السياحة الثقافية التي تشتهر بها إلى أنماط سياحية جديدة، مثل سياحة المؤتمرات والسياحة الترفيهية والسياحة الرياضية والعلاجية، والاتجاه إلى أسواق سياحية جديدة مثل المملكة العربية السعودية وبلدان الخليج العربي لجذب السياح العرب. يأتي هذا في اطار مساعي الأقصر للبحث عن حلول لمعالجة أزمتها السياحية غير المسبوقة، وبالتزامن مع الاحتفال بإطلاق اسم العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز على أكبر ميادين المحافظة، تقديرا لوقوفه بجانب مصر فيما تمر به من ظروف راهنة. وأوضح محافظ الأقصر أن مدينته تتوق إلى سياح الدول العربية لما يمثلونه من ثقل في حركة السياحة البينية بالمنطقة، إلى جانب ارتفاع مستوى المعيشة والقدرة الشرائية للسياح العرب. وأشار إلى سعى الأقصر لتكون في مقدمة المدن الجاذبة لسائحي الخليج، في مصر والمنطقة بتشجيع إقامة عدد من المشروعات الترفيهية والعلاجية، إذ يجرى الإعداد لإقامة مجموعة منتجعات سياحية ترفيهية ورياضية. وتحدث المحافظ عن تفرد الأقصر بالسياحة النيلية ووجود مئات الفنادق العائمة والدهبيات النيلية التي تقوم برحلات بين آثار الأقصر وأسوان تتيح للسائح أن يقضى عدة ليال فوق مياه نهر النيل الخالد وملوك الفراعنة وآثارهم الخالدة. وأضاف محافظ الأقصر، خلال تفقده للتدابير الأمنية في محيط مقابر ومعابد ملوك الفراعنة غرب الأقصر اليوم الأربعاء، أن الزائر الخليجي لمدينته "يستطيع الاستمتاع بليالي عربية فريدة فهناك عروض فرق الفنون الشعبية التي تقدم الفلكلور الصعيدي لزوار المدينة وعروض فرقة الأقصر للموسيقى العربية والمهرجانات المستديمة مثل /وفاء النيل/ و مهرجانات الأقصر السينمائية، وكذلك عروض الصوت والضوء في قلب معابد الكرنك الأثرية، بجانب التجول بين معالم وربوع قرى الأقصر على ظهور الجمال والحمير والخيول وبخاصة في منطقة البر الغربي التي تشتهر بمثل تلك الرحلات على ظهور الدواب وركوب عربات الحنطور والبالون الطائر فوق المعالم الأثرية والسياحية في الأقصر". وألمح اللواء طارق سعد الدين أيضا إلى تقديم خصومات تصل إلى 40 بالمئة على رسوم الإقامة بفنادق المدينة في إطار المساعي الجارية لتجاوز الأزمة السياحية الراهنة وجذب سياح دول أوروبا وغيرها من بلدان العالم. كما أشار إلى رفض عشرات السياح المقيمين في الأقصر من بلدان أوروبا لنداءات سفارات بلادهم بمغادرة المدينة "وتأكيدهم على أمنها وأمانها وشعورهم بالأمن فيها أكثر من بلادهم" ، موضحا أن كثيرا من السفارات الأجنبية في القاهرة لا تعلم بعدم خضوع الأقصر لقرار حظر التجوال. وتابع محافظ الأقصر بقوله إن "السعي لجذب السياح العرب يأتي ضمن عدد من المحاور التي يجرى العمل على تنفيذها بالتنسيق ما بين سلطات محافظة الأقصر ووزارة السياحة ووزارة الخارجية ووزارة الدولة لشؤون الآثار والهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة واتحاد الغرف السياحية المصرية ونقابة المرشدين السياحيين وفى مقدمتها تسيير قوافل سياحية إلى البلدان الأوروبية و العمل على استكمال عدد من مشروعات برنامج التنمية الشاملة للأقصر ، التي جرى وضعها بالتعاون مع البرنامج الانمائى للأمم المتحدة ، وفي مقدمتها إحياء استكمال مشروع كشف وإحياء طريق الكباش الفرعوني ، الذي يربط بين معبدي الكرنك والأقصر بطول 2700 متر". ويهدف المشروع إلى تحويل مدينة الأقصر إلى اكبر متحف مفتوح في العالم ، "وهو يعد أكبر مشروع أثري في العالم ، كما يعتبر أحد الأحلام التي راودت أذهان الأثريين وعلماء المصريات في مصر والعالم حيث سيمكن السياح من السير من معبد الأقصر إلى معبد الكرنك عبر طريق الكباش وسط مئات التماثيل المقامة على جانبي الطريق". وأوضح محافظ الأقصر أن "سلطات المحافظة بدأت في الإعداد لتقديم دراسات جدوى اقتصادية وفنية لعدد من المشروعات ، تمهيدا لإعادة طرحها أمام المستثمرين". وأشار إلى مشروع إقامة " تلفريك سياحي" لربط البر الغربي للأقصر بشرق المدينة مرورا بنهر النيل ليعبر فوق معابد الكرنك ومقابر ملوك وملكات الفراعنة، بجانب مشروعات أخرى تهدف لزيادة عدد الليالي السياحية وتنويع المنتج السياحي للمحافظة ومشروع إقامة عربات البر المائية للعبور بالسياح من آثار البر الشرقي للأقصر، حيث معابد الكرنك ومعبد الأقصر والمتحف الفرعوني ومتحف التحنيط إلى آثار برها الغربي حيث آثار ومقابر ملوك وملكات الفراعنة العظام من أمثال توت عنخ آمون وحتشبسوت ونفرتاري. ولفت محافظ الأقصر إلى التنسيق مع هيئة التنمية السياحية بوزارة السياحة لطرح مشروعات هضبة الطود السياحية جنوبالأقصر أمام المستثمرين وهى الهضبة الواقعة على مساحة 2000 فدان ويضم مخططها إتاحة الفرصة أمام المستثمرين لإقامة 18 مشروعا فندقيا تضيف 4500 غرفة إلى الطاقة الفندقية بالمحافظة بجانب حديقة للنباتات وناد للفروسية ومركز ترفيهي ومركز للمؤتمرات.