اتهمت كتلة حماس البرلمانية اليوم الاثنين السلطات المصرية بانتهاج إجراءات ضد قطاع غزة "تستهدف تجويع سكانه"، وقال رئيس المجلس التشريعي بالإنابة والنائب عن حماس أحمد بحر، في مؤتمر صحفي عقد بمعبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر، إن "على الأشقاء في مصر ألا يكونوا سببا في تجويع أطفال غزة كما تخطط إسرائيل وأمريكا". وحث بحر السلطات المصرية على فتح معبر رفح بشكل كامل ووقف سياسة الفتح الجزئي للمعبر "التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تسهم إلا في زيادة معاناة المرضى وأصحاب الاقامات وذوي الحاجة من أبناء شعبنا". ودعا بحر المصريين إلى وقف سياسة هدم الأنفاق الحدودية، مؤكدا أن هذه الأنفاق "تشكل الرئة والمتنفس الوحيد لأهالي قطاع غزة في ظل الحصار المضروب على غزة منذ سنوات". وشدد على أن الأنفاق هي حالة استثنائية ونأمل أن يتم فتح معبر رفح للأشخاص والبضائع بصورة دائمة حتى يكون بديلا عن تلك الأنفاق. وشدد بحر على حرص حركته "عدم التدخل في الشأن المصري الداخلي وإدانتها التامة لكل محاولات الوقيعة بين غزة ومصر التي تدور في فلك مخطط سياسي عبثي لن يكتب له النجاح". كما أكد حرص حماس التام على الأمن القومي المصري، مشيرا إلى أن الأمن القومي المصري هو جزء من الأمن الفلسطيني. ويشهد معبر رفح الذي يعد المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة على العالم الخارجي، مصاعب كبيرة في عمله منذ عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو، وتقول حماس إن ذلك يندرج ضمن حملة ضدها. وتحدثت مصادر فلسطينية، أمس الاحد عن أن نحو 90 % من أنفاق التهريب بين مصر وقطاع غزة توقفت عن العمل بفعل إجراءات أمنية مصرية. وذكرت المصادر أن آليات عسكرية مصرية تشن حملة "غير مسبوقة" لهدم منازل وأنفاق للتهريب في الجانب المصري من الحدود ما تسبب بإغلاق واسع في الأنفاق. في هذه الأثناء اشتكت حكومة حركة حماس المقالة من "استفزازات" يقوم بها الجنود المصريون على الشريط الحدودي لأفراد الأمن الوطني الفلسطيني ومسؤولي هيئة الحدود والمعابر من خلال السب والشتم وتسليط الأضواء الكاشفة تجاه مواقع تابعة للأمن الفلسطيني. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة اسلام شهوان على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، إن نقاطا عسكرية تابعة للجيش المصري تتعمد إطلاق الرصاص تجاه الأراضي الفلسطينية "في تحد واضح وصارخ لكل الأعراف الدولية". وانتقد شهوان "قيام الجيش المصري بإغلاق الأنفاق وهدمها دون العمل على إيجاد البديل من أجل العيش بكرامة لشعبنا الأبي لهي سابقة خطيرة لم يسبقهم الاحتلال بها". واتهم المتحدث باسم الداخلية المقالة، الجيش المصري بالتخطيط لإنشاء منطقة عازلة على الحدود مع غزة، لكنه اعتبر ذلك "محاولة فشل في تحقيقها الاحتلال الصهيوني عام 2003-2004 الأمر الذي يزيد من معاناة شعبنا وزيادة الحصار المفروض على قطاع غزة". وأشار إلى إغلاق السلطات المصرية معبر رفح مع قطاع غزة لأيام ثم فتحه لساعات محدودة "الأمر الذي زاد من المعاناة الإنسانية لأبناء شعبنا". وأكد شهوان أن الحكومة المقالة "تستغرب هذه التصرفات وتتواصل مع الأخوة في الجانب المصري من أجل الاطلاع على حقيقة ما يجرى على الأرض". وتقول حماس التي تسيطر على قطاع غزة بالقوة منذ منتصف عام 2007، إنها تتعرض لمضايقات مصرية منذ عزل مرسي الذي كان يقيم علاقات وثيقة معها.