تعيد السلطات العراقية إحياء مشروع قوات الصحوة السنية الذي بدأته القوات الأمريكية لمحاربة تنظيم القاعدة، في محاولة للحد من تدهور الأوضاع الأمنية التي دفعت البلاد للانزلاق نحو أسوأ أعمال عنف تشهدها منذ سنوات. وقال مستشار رئيس الوزراء لشئون المصالحة الوطنية عامر الخزاعي في تصريحات لوكالة فرانس برس "الصحوة حققت انتصارات على القاعدة، وعلى هذا الأساس نفكر باعادة احيائها خصوصا بعد أن بدأت تنشط عقب الاعتصامات". وأضاف أن "القوات الجديدة ستكون أكثر تنظيما، وتتلقى تدريبا أكبر، وبفئات عمرية محددة لا تتجاوز الأربعين عاما". وذكر مسئول أن الخطوة التي تأتي تزامنا مع انطلاق عملية عسكرية عراقية هي الأكبر منذ انسحاب القوات الأمريكية في نهاية 2011، تنص تحديدا على تجنيد عشرة آلاف مقاتل جديد للانخراط في قوات الصحوة التي تضم حاليًا نحو 44 ألف مقاتل. وتشهد البلاد منذ مطلع العام 2013 تصاعدًا لأعمال العنف العشوائية اليومية، حيث قتل ما مجموعه 3507 أشخاص، أي بمعدل 15 شخصا يوميا، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر أمنية وعسكرية وطبية. وتشمل هذه الهجمات التي يقودها تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، وميليشيات أخرى مناهضة للحكومة، تفجيرات تستهدف المقاهي والحدائق والملاعب والمساجد والحسينيات، بالإضافة إلى المؤسسات الحكومية وعلى رأسها السجون. في موازاة ذلك، يعيش العراق على وقع أزمات سياسية متلاحقة، أفضت إلى اعتصامات سنية مناهضة لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي، المتهم من قبل خصومه بالتفرد بالحكم وتهميش الجماعات الأخرى. ويرى خزاعي أن تنظيم القاعدة "وجد طريقه للظهور من خلال الاعتصامات، ولذلك قررنا مساندة رجال العشائر مرة ثانية في المناطق الساخنة، في الموصل كركوك وديالى وحزام بغداد".