وصلت حمى المظاهرات والاحتجاجات إلى كل القطاعات المختلفة، ومن بينها قطاع الصحة، حيث شهد العديد من الوقفات اجتجاجية حاشدة أمام مبنى التأمين الصحى-فرع القاهرة، ومستشفى الهلال، ومعهد ناصر، وديوان وزارة الصحة، ومستشفى أحمد ماهر، ومنشية البكرى، وهيئة المصل واللقاح، للمطالبة بتثبيت العمالة المؤقتة التى استمرت لأكثر من 19 عاما فى خدمة الوزارة، ووقف التفاوت فى الرواتب بين الموظفين وقيادات تلك الأماكن، وصرف المكافآت بعدالة فيما بينهم، وتحديد ساعات عملهم كما ينص القانون، وتأمين علاجهم بشكل لائق. وفى مستشفى الهلال طالب المتظاهرون بإقصاء الدكتور محمد يسرى لأنه لم يفعل شيئا للمستشفى، وراتبه يفوق تعيين 100 من الموظفين العاديين. وطالبوا بتعيين الدكتور محمود الشناوى، مؤكدين أنه مسئول عن مطالبهم ويرعاها. كما طالبوا تثبيت المتعاقدين الذين يعملون منذ أكثر من 15 عاما، وبالنسبة للمعينين طالبوا بتقسيم "العمولة" التى تأتى من وزارة الصحة ويتم توزيعها على الكبار فقط، وصرف مكافأة نهاية الخدمة، وصرف المكافآت الشهرية كاملة، مؤكدين أن متوسط المرتبات من 250 إلى 300 جنيه للموظفين الذين يعملون منذ 15 عاما، فى حين تم تعيين جدد بعقود بدأت من 500 جنيه. وفى التأمين الصحى بشارع الجلاء أكد المحتجون أن هناك سرقات تحدث من القيادات وأنهم لا يجدون الفتات، ولا توجد عدالة فى توزيع الأموال بالهيئة على الموظفين، وأنهم لم يتمكنوا من التعيين منذ 18 عاما، وطالبوا بالتعيين فى الهيئة، وأنهم لا يصرفون بدل عدوى أو وجبات. ونظم قرابة 1500 موظف بمعهد ناصر مظاهرة حاشدة ظهر اليوم داخل مقر المعهد بشبرا الخيمة، مطالبين بتغيير إدارة المعهد كلها وعلى رأسها الدكتور سمير حسنى مدير الإدارة والدكتور عصام عبد الشافي مدير الشئون الإدارية والدكتور عبد الله عبد الصمد مدير شئون العاملين. وندد المتظاهرون بانتشار منظومة الفساد داخل المعهد الناتجة عن فساد فى وزارة الصحة على حد تعبيرهم، مطالبين بمحاسبة جميع روؤس الفساد فى الوزارة، كما عبروا عن استيائهم من كافة من أطلقوا عليهم رجال الدكتور حاتم الجبلي فى الوزارة واللذين ظهرت عليهم معالم الثراء الفاحش خلال فترة توليه منصب الوزير. وقد احتشد المتظاهرون مضربين عن العمل فى المعهد باسثناء أقسام الطوارئ والحالات الحرجة داخل المعهد، محاولين الخروج على كورنيش النيل إلا أن الشرطة العسكرية وقوات الأمن والشرطة سيطرت على الموقف وأغلقت جميع أبواب المعهد المؤدية إلى الكورنيش. وقد حدد المتظاهرين والذين تنوعوا بين أطباء وممرضين وعمال وإدارين 10 مطالب أهمها إسقاط الإدارة الحالية للمعهد، وتثبيت العمالة المؤقتة، والمساواة فى الحوافز والأجور. كما أعرب المتظاهرون عن استيائهم من إلغاء علاجهم داخل المعهد الذي يعملون فيه، مطالبين بضرورة إدراجهم فى التأمين الصحي الخاص بالمعهد. ولم يختلف الأمر كثيرا فى باقى قطاع وزارة الصحة التى خرجت للتظاهر عن بكرة أبيها، مطالبة بالتغيير والمساواة والتثبيت والعدالة الاجتماعية والتخلص من الفساد. ففي مستشفى منشية البكري رفع المتظاهرون شعارات "عايزين حقوقنا.. مش هانمشى"، ورفعوا اللافتات "نطالب بحقوقنا ونريد التعيين". وأكد عدد كبير منهم أنهم يعملون بالمستشفيات منذ سنوات، ولم يتم تعيينهم حتى الآن. وقال الدكتور يحيى رشدي مدير مستشفى منشية البكري إن هناك ظلما كبيرا واقعا على جميع العاملين بالمستشفى من أطباء وممرضين وعمال موسميين، مشددا على أن الرواتب بالمستشفى لا تسمح لأي من العاملين بها العيش حياة كريمة، لافتا إلى أن العمالة الموسمية والتي يعمل بها أكثر من 160 فردا في المستشفى تعمل 55 يوما، واليومية لكل موظف فيهم 7 جنيهات فقط، أي أن صافى راتبهم لا يتعدى 150 جنيها، علاوة على خصم 37 جنيها منهم كضرائب، بالرغم من أنهم غير معيينين. وأضاف أنه سبق وتقدم بعدد من الشكاوى إلى وزارة الصحة والدكتور حاتم الجبلي إلا أنه رد عليهم بأن العمالة الموسيمية ليست تابعة لوزارة الصحة. فيما اتهم عدد من الممرضين الدكتورة نبال عبد القادر مدير مديرية الصحة، بأنها تسطو على حقوقهم، وترفض إعطائهم المكافآت التي تقررها الوزارة لبعضهم. ومن جانبه صرح الدكتور سامح فريد وزير الصحة بأنه اجتمع مع كل قيادات قطاعات الصحة لبحث كل مطالب المتظاهرين والمحتجين، وتمت مناقشتها وبحث سبل تنفيذها فورا، وتقرر مساواة جميع المؤقتين فى كل الحقوق مع المثبتين، والبدء فورا فى محاولات تثبيت المؤقتين الذين مضى على عملهم فى الوزارة فترات طويلة. فيما أوضح الدكتور ناصر رسمى رئيس هيئة التأمين الصحى أنه تقرر تثبيت 15 ألف عامل مؤقت خلال أيام بالتنسيق مع التنظيم والإدارة، كما تقرر تيسيرا على الموظفين الذين لم يتمكنوا من الحضور للعمل خلال أسبوع الأحداث الماضية اعتبار تلك المدة غيابا قهريا، ولن يخصم من إجازاتهم السنوية أو من راتبهم الشهرى، ومن عمل خلال تلك الفترة سوف يصرف له مرتب يومين. كما تم صرف شهر دعم لكل العاملين بالهيئة فى تلك الظروف الصعبة.