اشتدت الاحتجاجات حتى ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، بين قوات الأمن بالوادي الجديد والأهالي المتظاهرين المنددين بعودة ضابط بوحدة مباحث قسم شرطة الخارجة، ويدعى النقيب أحمد السكري، بعد أن أبعدته السلطات خلال الأيام الأولى من المظاهرات التي اندلعت في البلاد قبل أسبوعين مطالبة بإنهاء حكم الرئيس حسني مبارك. فقد فرضت أجهزة الأمن طوقًا أمنيًا مشددا حول محيط القسم والشوارع المجاورة، وتم تفريق المتظاهرين بقنابل الغاز المسيلة للدموع ورصاص مطاطي وطلقات الخرطوش وتجمهر الأهالي بميدان السينما المجاور للقسم، وقاموا بإلقاء قنابل "مولوتوف" نارية على القسم وأفراد الأمن، وتمت ملاحقة عدد كبير من المتظاهرين الشباب، وإطلاق أعيرة نارية حية أدت إلى إصابة العشرات منهم، وتم نقلهم بواسطة الدراجات البخارية من قبل شباب متطوعين لمستشفى الخارجة العام، وتم نقل البعض الآخر إلى مستشفى أسيوط الجامعي عن طريق الإسعاف الطائر. كما تجمهر أمام المستشفى الكثير من الأهالي الذين اشتبكوا من جديد مع أفراد الأمن بزي مدني بميدان البساتين، وإلقاء قنابل "مولوتوف"، وتعرض عدد منهم لإصابات على أيدي رجال الأمن، وتم إسعافهم بمستشفى الخارجة العام، حيث بلغ عدد المصابين 26 بالإضافة إلى عشرات المصابين بحالات اختناق، لم يتم تحديد عددها. وقال شهود عيان ل"بوابة الأهرام" إنهم شاهدوا اشتعال سيارة سرفيس بمحيط ميدان البساتين بموقع سيارة الشرطة المحترقة، بالإضافة إلى اشتعال النيران بأحد المنازل المجاورة لقسم الشرطة، وكذلك محيط محكمة الخارجة، ولم تسفر عن تلف أي من أوراق ومحتويات المحكمة، بالإضافة إلى تعرض عدد من الأهالي بالمنازل لطلق ناري في أثناء وجودهم بشرفات منازلهم على أيدي رجال الأمن. من جانبه، أصدر اللواء جمال إمبابي، محافظ الوادي الجديد، أوامر بعدم التعرض للأهالي، وهو الأمر الذي هدأ من شرارة الغضب بين الأمن والأهالي. يذكر أن الأهالي كانوا قد طالبوا من قبل برحيل الضابط المتسلط –على حد وصفهم- الأسبوع الماضي، لكنه عاد ومارس مهام عمله وتسلطه على الأهالي والشباب، حسبما ردد المتظاهرون أمس، وطالب الأهالي بضرورة محاكمته ومحاكمة المسئولين عن تعرض المواطنين للإصابات المختلفة. وقالت مصادر أمنية وطبية، اليوم الثلاثاء لوكالة رويترز للأنباء إن 61 محتجا أصيبوا، بينهم ثمانية في حالة خطيرة خلال اشتباك مع الشرطة بمدينة الخارجة عاصمة محافظة الوادي الجديد إلى الجنوب الغربي من القاهرة. أضاف أن ثمانية من المصابين أحيلوا إلى مستشفى أسيوط الجامعي لخطورة إصاباتهم.. وتابع أن آخرين عولجوا من اختناقات. وقال محمد سيد، وكيل مستشفى الخارجة لرويترز إن المستشفى استقبل 61 مصابا بينهم 41 أصيبوا بالرصاص و20 بطلقات الخرطوش.