كشف مصدر قيادي بجماعة "الإخوان المسلمين"، أن مجلس شورى العام للجماعة عقد الجمعة الماضية اجتماعا طارئًا لبحث الأزمة السياسية الراهنة والصدام بين الجماعة والسلطة الحاكمة للبلاد وعلى رأسها القيادة العامة للقوات المسلحة. وأوضح المصدر في تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام"، أن مجلس الشورى العام عقد اجتماعه بأحد قاعات مسجد رابعة العدوية، مشيرًا إلى أن الاجتماع استمر على مدى عدة ساعات. ولفت المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن الاجتماع استمع لشرح من الدكتور محمد علي بشر، عضو مجلس الشورى العام ووزير التنمية المحلية السابق، حول نتائج الاتصالات المباشرة وغير المباشرة مع القيادة العامة للقوات المسلحة عبر قنوات الاتصال المختلفة، موضحا أن بشر عرض على مجلس الشورى العام أيضا نتائج اجتماعه مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوربي كاثرين أشتون. وكشف المصدر أن مجلس الشورى العام، وهو أعلى سلطة في الجماعة، كلف الدكتور محمد علي بشر بمواصلة المفاوضات مع القيادة العامة للقوات المسلحة عبر قنوات الاتصال المختلفة، مشيرا إلى أن مجلس الشورى العام فوض بشر في فتح مختلف قنوات الاتصال مع الجيش بما يحقن دماء شباب الإخوان، ويحول دون الصدام. وأوضح المصدر الذي شارك في الاجتماع، أن مجلس شورى الإخوان منح بشر صلاحيات كاملة في عقد اتفاق مع القيادة العامة للقوات المسلحة لإنهاء الأزمة السياسية الراهنة، منوها إلى أن مجلس شورى الإخوان كلف بشر أيضا بالتواصل مع مختلف الشخصيات السياسية التي طرحت مبادرات لحل الأزمة السياسية لتطويرها وإنهاء الوضع المتأزم. كما نوه المصدر إلى أن مجلس الشورى العام كلف بشر بالتواصل مع المنظمات الدولية والشخصيات السياسية الدولية لبحث لعرض موقف الجماعة، مما تعتبره انقلابا عسكريا على هذه الجهات، موضحا أن بشر سيلتقي بكاترين آشتون للمرة الثانية. واختتم المصدر بالإشارة إلى أن مجلس الشورى العام اتخذ هذا القرار بضغوط من التيار الإصلاحي داخل الجماعة والمحسوب عليه بشر رغم معارضة المجموعة المعروفة باسم "رجال الشاطر". وعلمت "بوابة الأهرام"، أن اجتماع مجلس الشورى العام ضم عدد من قيادات الجماعة وحزب الحرية والعدالة، الذين ليسوا أعضاء بمجلس الشورى العام، وذلك باعتبار هذا الاجتماع "اجتماع أزمة".